مصطفى ملكو: أثق في الحدس السليم لوالي بنك المغرب لمواجهة التضخم

مصطفى ملكو: أثق في الحدس السليم لوالي بنك المغرب لمواجهة التضخم مصطفى ملكو
ينعقد مجلس بنك المغرب الثلاثاء 20 دجنير 2022 حسب رزنامته المعهودة لتدارس السّياسة النقدية والمصرفية، على ضوء معطيات المرحلة دوليّا و محلّياً، اقتصاديّاً و مالياً.
ومن ضمن الموضوعات المطروحة على المجلس، مناقشة سعر الفائدة المعياري، لتحديد سعره للإعتماد سواء بالرّفع من سومته أو خفضها أو الإحتفاظ بالسعر الحالي، الّذي هو %2.
لكن سرعان ما انبرى نَفَرٌ من المحلّلين الماليّين بالصّفة، و ليس بالمعرفة، في هذيانهم المعهود يتوقّعون بأن والي بنك المغرب سيقدم على رفع السعر المعياري من %2 إلى %2،5 و منهم من " حزّر وفزّر" بأن النسبة قد تصلُ إلى %2،75 و يبرّرون ذلك بضرورة تحجيم ارتفاع التضخّم و تشجيع الإدّخار.
أذكّر هؤلاء "العولما" بالتالي:
-سنة 2019 لم تكن نسبة التضخّم الرسمية المعلنة إلاّ %1 و مع ذلك كان السعر المعياري %2،25. سؤالي هو أين الرّبط الجدليّ لنسبة الفائدة بنسبة التضخّم.
-إن العالم يخرج بالتدرّج من حالة الإنكماش الإقتصادي الّذي تسبّب به الكوفيد و لإعطاء دفعة قويّة لإستعادة الإقتصاد لعافيّته، المنطق السّليم و التوجه هما خفض السّومة المعيارية للفائدة و ليس الرّفع منها و ذلك لمواكبة التململ الإقتصادي بمفردات الإستثمار و تسريع وتيرة الدورة السلعية و الإنتاجية.
- إنّ إيرادات الفائدة (عائدات الإدّخار) ترفع من حجم الكتلة النقدية، و بالتّالي تغذّي التضخّم
- إنّ أي زيّادة في سعر الفائدة يؤثّر سلباً على القوّة الشرائية للمستهلك البسيط كما يقوّض فرص استثمار المقاولات الصغيرة و المتوسّطة، الّتي تشكّل العمود الفقري لنسيجنا الإقتصادي
-للإخطار، فالبنك المركزي الأوروبي قد خفّض قبل شهر سعر الفائدة من %2 إلى %1،5
و في الأخير، أنا أثق في الحدس السليم لوالي بنك المغرب للإحتفاظ بنفس السعر المعياري في %2 إذا لم يقلّصه إلى %1،5 لأنّه هو الوحيد الّذي يعرف الوضعية الحقيقية لاقتصادنا و لماليتنا ما ظهر منها و ما بطن.