يونس التايب: أنيروا الطريق يا أصحاب الرأي ... 

يونس التايب: أنيروا الطريق يا أصحاب الرأي ...  يونس التايب
للأسف الشديد، قرأت كلاما لا يقبله عقل من متفرج عادي في مباراة كرة القدم، فكيف يقبله من "مثقفين" و من "كتاب رأي" متخصصين في مجالات رصينة. وأعتقد أن البعض نسوا أنفسهم، ليلة أمس بعد هزيمة المنتخب المغربي في جنوب إفريقيا، و ركبوا "العود الأبيض وطلعوا للجبل"، ثم انطلقوا في كتابة ما لا يقبله منطق ولا عقل، من قبيل : 
- "الركراكي أصبح يتصرف برعونة ... !" 
- "ليس من حق الركراكي تغيير  أماكن لعب بعض لاعبي المنتخب... !" 
- "ليس من حق وليد أن يجرب زياش في غير المكان الذي يلعب فيه ... و يلعب أبو خلال في غير مكانه ...!"،
- "ليس من حق الركراكي أن يتلاعب بعواطف الجماهير من خلال القول أن مباراة الكاب فير ودية أو مباراة جنوب إفريقيا شبه ودية أو ليس لها أثر، و من حقي أن أجرب خطط تقنية أخرى ...!" ... 
 
هكذا، كتب البعض دون حياء ودون تواضع كلاما انطباعيا لا يستند على خبرة حقيقية. للأسف، بعض "الكتاب" و "المؤثرين" المحترمين، غلبت عليهم العاطفة واعتقدوا أنهم يستحقون أن يكونوا في موقع تقديم "النصيحة" للمدرب الوطني و للاعبي المنتخب الوطني. لذلك، بكل وضوح، أقول الآتي:
"أن تكون من كتاب الرأي، تتحدث في السياسة والاقتصاد والشأن الديبلوماسي، أو في الثقافة والأدب والفن والإعلام، وتتعاطى مع أحداث الواقع الاجتماعي في بلادنا، ثم بين الحين والآخر، تجد وقتا ورغبة في التفاعل مع مستجدات كرة القدم الوطنية، أو مع نتائج و أداء المنتخب المغربي، هذا أمر جيد و حرية مقبولة. لكن، لاتنس أن تقوم بذلك من منطلق أنك محب لكرة القدم أو متابع مهتم ببعض الأندية و الفرق الوطنية، و لا تنس أنك ليست خبيرا في كرة القدم، و لست ناقدا رياضيا محترفا، و لست حائزا على ديبلوم تكوين المدربين من فئة "أ" و "ب"، حتى يكون رأيك راجحا على رأي أهل الاختصاص في المجال ...!!"
 
هذه الملاحظة تهم كل الجمهور الرياضي، لكنها تهم بصفة أساسية أولائك الذين يسمحون لأنفسهم بانتقاد "الخطة" التي كان على المدرب الوطني اتباعها، و يقدمون "الفتوى" حول ما يجب على الركراكي فعله، و ما لا يجب عليه فعله في المباراة الرسمية و الودية، بشأن لاعبيه. 
 
بكل تأكيد، في غالبيتنا نحن الجمهور الرياضي لسنا مدربين متخصصين، ولسنا خبراء في كرة القدم، ولسنا على اتصال مباشر مع اللاعبين و مع الطاقم الطبي لنعرف الحالة الصحية لكل لاعب حتى نقرر في مدى جاهزية هذا أو ذاك. نحن، فقط، نحب المنتخبات الوطنية، ونشجع الأندية الوطنية في منافساتها الدولية، ونعتقد أن لدينا ثقافة عامة كروية تعطينا الحق في التعبير عن "وجهة نظر" في الكرة و الخطة و الأداء. وبالتالي، آراؤنا تحتمل الخطأ كما تحتمل الصواب، و علينا التعبير عنها بشكل هادئ ودون انفعال، مع التزام التوقير لمن هم في الميدان، الفاعلين فيه مباشرة من مواقع المسؤولية التي لديهم. 
 
بشكل عام، إذا خرجنا من مجال تخصصنا، سواء المهني أو العلمي أو "المعيشي"، و تحدثنا في شؤون يفهم فيها أصحابها أكثر مما نفهم نحن، سواء كان ذلك في كرة القدم أو في غيرها من مجالات الحياة، علينا الالتزام ب:
- المحافظة على الموضوعية في التحليل ؛
- احترم شخصية الآخرين ؛
- قول كلام طيب يكون محفزا على مزيد من العطاء ونشر جو إيجابي فيه الثقة في النفس و في الذات المجتمعية و في ممثلي البلاد. 
و إلا فمن الأفضل أن نصمت، ونتجنب العبث والتهافت، و بااااركة من العياقة ديال "بنادم تايفهم في الدفن، أكثر من عائلة الميت!" و سالات الهضرة.
 
لا عزاء للحياحة و كل التشجيع للمنتخب المغربي، لأن المغرب دائما كبير على العابثين.