أصبح عالم خلق الفرجة وبيعها عن طريق لعب الكرة بالقدمين أو باليدين، أو بأعضاء أخرى مستقبلا يستهوي منتخبين في الجماعات الترابية والبرلمان.
"عندي فرقة وعندي جمهور"، يقول ويردد الرئيس في اجتماعات الهيئة المنتخبة التي ينتمي إليها والحزب الذي زكاه للوصول إليها، وفي صالونات الأعمال والأقوال والتجميل والنصب والاحتيال.
في أغلب الحالات منصب الرئيس في هذا العالم لا يتطلب تكوينا معينا ولا تجربة ولا حكمة ولا فلسفة، وإنما أموالا وشبكات مصالح لاستثمارها من أجل الربح في عملية "بيع وشراء" اللاعبين والمباريات والغيابات والتمريرات،والتوزيعات والتصريحات والتذاكر، مع الحضور بهذه الصفة (صفة الرئيس) في مناسبات رياضية وغير رياضية محلية وجهوية ووطنية وقارية ودولية.
هكذا يصبح "السيد الرئيس" فاعلا في الساحة السياسية والاجتماعية والثقافية (زعما الثقافة الرياضية حيث يعرف أسماء اللاعبين) وفي الساحة الرياضية والديبلوماسية (حيث يسمونها الديبلوماسية الرياضية)، وهكذا يصير فاعلا يفاوض بطرق مختلفة، وأحيانا يبتز الدولة حين يقول أن له "جمهور" يشتغل ليلا و نهارا من أجل إلهائه وتنويمه.
في هذا الإطار نلاحظ ونقرأ عناوين من قبيل "الرئيس يزف أخبارا سارة لجمهوره"، أو "الرئيس في خدمة الجماهير"، حيث يقول لهم بأنه دخل في مفاوضات شاقة لشراء "قلب الهجوم" أو بيع المدافع الذي تعب في الدفاع، ووسط الميدان الذي لم يعد يساير إيقاع الربط بين الخطوط في الميدان، وتغييرهم لضخ دماء جديدة في الفريق لكي لا تسيل دماء الجمهور طوال السنة، مؤكدا لهم ولغيرهم أن قلب الهجوم القادم سيقود الفريق للظفر باللقب والألقاب.
والفرجة ( الفراجة) في عالم اليوم أنواع وأشكال وألوان:
من بائع متعة مشاهدة اللعب، إلى بائع الأقوال (التحليل زعما) على قنوات التواصل الاجتماعي، وغير الاجتماعي، وبائعي الرقص والغناء والهوى وطقوس المراحيض والمقدمات والمؤخرات وووو .....
وكل واحد يقول إنه يملك "جمهور".
عاشت الجماهير....