سعيد شكاك :مغربية الصحراء وضرورة الخروج من المنطقة الرمادية

 سعيد شكاك :مغربية الصحراء وضرورة الخروج من المنطقة الرمادية  سعيد شكاك
حان الوقت لفرنسا أن تعترف بمغربية الصحراء والخروج من المنطقة الرمادية بعد ما وجه 94 برلمانيا فرنسيا رسالة مفتوحة إلى الرئيس إيمانويل ماكرون، تدعوه إلى إبداء موقف صريح من مغربية الصحراء كما جاء في الرسالة. مع الإنخراط الجدي في مسلسل التسوية وفق المبادرة المغربية للحكم الذاتي. الشيء الذي يفرض على فرنسا ان تبرز موقفها بوضوح من خلال اتخاذ قراراتها السيادية بعيدا عن ابتزاز وضغط "كابرانات" الجزائر والدول المستفيدة من النزاع المفتعل. علاوة على ضرورة رضوخها للأمر الواقع وللمتغيرات الدولية خاصة مع بداية محاربة مصالحها الجيوستراتيجية في الساحل الافريقي خاصة بدول مالي، بوركينافسو، النيجر.
 
من هذا المنطلق على فرنسا ان تعي أن ملف الصحراء يعتبر النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات. 
الجدير بالذكر أن الأزمة الروسية الأوكرانية، وضعت المنتظم الدولي أمام تحديات جسيمة يتعين من خلالها أن تنطلق الدول ومن بينها فرنسا بحسابات جديدة مبنية على روح الكفاءة والحذر ومعادلة رابح-رابح. كما أن قوة وريادة المغرب الإقليمية والدبلوماسية لفض بعض النزاعات الإقليمية بكل حياد وموضوعية ومصداقية والمتغيرات الدولية والإعترافات المتوالية بمغربية الصحراء من قبل مجموعة من الدول القوية تفرض على الأمم المتحدة أن تتحرك وتشهر كل صلاحياتها من أجل تهيئ الطريق لاستصدار قرارات من مجلس الأمن تنص بصراحة على الإعتماد على المبادرة المغربية للحكم الذاتي لحل النزاع المفتعل بالصحراء المغربية، يكون من السهولة بمكان تطبيقها وفرضها على الأمر الواقع.مع الأخذ بعين الإعتبار أن الصحراء المغربية تشكل هدفا لكل المغاربة ملكا وشعبا عبر كل العصور لا يمكن التنازل أو المساومة عليه.
ومما تجدر الإشارة إليه ان المغرب يتشبث بخيار السلام الذي يعد فرصة تسمح لجميع دول المنطقة بالتفكير الجدي فيما يخص قضايا العصر وتحدياته الكبرى، وهذا جوهر وروح خيار المملكة المغربية الذي سرعان ما يلاقي معارضات فنية وسياسية من قبل القوى الأجنبية ومن ضمنها فرنسا التي تعمل من جانبها على ضمان التوتر بالمنطقة. 
ومن ثمة فالمغرب حريص كل الحرص على دعم استقرار المنطقة حيث لا يتصرف بما يثير حساسية الدول المجاورة. وهذا ما أكد عليه الملك في خطابه الاخير بمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لعيد العرش "المغرب لن يكون أبدا مصدر أي شر أو سوء للجزائر".
سعيد شكاك، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية
كلية العلوم القانونية 
جامعة شعيب الدكالي بالجديدة