رشيد لبكر: هذه حقيقة استرجاع المغرب لوادي الذهب

رشيد لبكر: هذه حقيقة استرجاع المغرب لوادي الذهب رشيد لبكر
حز في قلبي أن كثيرا ممن يأذنون لأنفسهم بالخوض في قضية الصحراء المغربية، لديهم جرأة كبيرة على الكلام في موضوع يجهلون عنه العديد من التفاصيل، أو يعيدون فيه نفس كلام خصومنا بلا تمحص ولا تدقيق... ودون الدخول في التفاصيل، نوضح بأن المغرب لم يسبق له قط أن تنازل عن إقليم وادي الذهب لموريتانيا ولا غيرها، ومن يوظفون هذا الوهم ضد مصالح المغرب، يسقطون مع الأسف في المغالطات التي يروج لها خصوم وحدتنا، والصحيح أن الاتفاق الثلاثي بين المغرب وموريتانيا وإسبانيا لانسحاب هذه الأخيرة من الأراضي المغربية، والذي تم تحت غطاء أممي، كان من بنوده تقسيم الصحراء ظلما بين المغرب وموريتانيا، على أساس ان للمغرب إقليم الساقية الحمراء ولموريتانيا وادي الذهب. 
وقد وافق المغرب على مضض. وكانت استراتيجيته خذ ثم طالب. لكن في سنة 1979 عندما قررت موريتانيا الانسحاب بفعل المشاكل الكثيرة والتحرشات العسكرية التي شنتها جبهة البوليساريو مدعومة بالجيش الجزائري لإرغامها علي الانسحاب، ولأن المغرب دولة تحترم تعهداتها وتراعي حرمة الاتفاقيات التي تبرم بين الدول وليس بين العصابات، فقد بقي على الحياد. ولكن عندما قررت موريتانيا الانسحاب، قرر المغرب الدخول إلى وادي الذهب لاستكمال وحدته الترابية، لأن هذا هو الأصل والوضع الطبيعي. لكن بوليساريو ونظام الجزائر طار عقلهما وقررا شن حملة عسكرية مشتركة بينهما للقضاء على الوجود المغربي" يعني يتغداو بيه قبل ما يتعشى بيهما"، لا سيما وقد كانا على علم بأن القاعدة المغربية الوحيدة بالمنطقة لا تتوفر على الجنود الكافين لوقف زحف المتربصين، وفي انتظار ما أن تصل الإمدادات تكون المعركة قد حسمت لصالحهم. 
كانت هذه هي خطتهم، وقد خاب ظنهم والحمد لله، أمام بسالة ويقظة واستماتة الجنود المغاربة مدعمين بالغطاء الجوي للطيران الحربي، فما لبثت كفة المعركة أن مالت لصالح المغرب الذي كسب الحرب ودحر العصابة المدعومة بنظام الجزائر ( تفاصيل المعركة مضمنة في مقال مهم نشره الصديق والزميل عبد الرحيم أريري ). انتهت المعركة إذن وعلق العلم المغربي في كل ربوع الصحراء، بعدها طار أعيان الصحراء إلى الرباط ليعلنوا مبايعتهم لجلالة الملك يوم 14 غشت من سنة 1979، مؤكدين العودة النهائية لإقليم وادي الذهب إلى حضيرة الوطن الأم، وليصبح هذا اليوم عيدا وطنيا يحتفل به كل سنة..
باختصار: نقول للذين يدعون بأن المغرب تنازل عن اقليم وادي الذهب لموريتانيا: "راكم غالطين بزاف"...