أصبح بعض البؤساء يستغلون بكل وقاحة بؤس المنطقة التي دمرها الزلزال، وعرّى فقرها وهشاشتها وتهميشها، وذلك من أجل الاسترزاق الإلكتروني، كما هو حال استغلال الظرفية من طرف بعض الكائنات الانتخابية البئيسة لأغراض انتخابية.
الهم الوحيد لهؤلاء البؤساء الجدد هو التقاط صورة تظهر "الفقر" يمشي على الأرض هناك ويتكلم "بهدوء ومن تحتها"، ونشر هذه الصورة على شبكات التواصل الاجتماعي وغير الاجتماعي لإيهام العالم الافتراضي أنهم فاعلو خير، وهم في الواقع يبحثون عن المزيد من "الليكات" لأهداف استرزاقية.
يسمون أنفسهم بـ"المؤثرين" مع العلم أن جلهم أميون، لا يعرفون حتى القراءة والكتابة، ورغم ذلك نراهم يطلون من نوافذ افتراضية، يقولون كل شيء، وهم في الحقيقة لا يقولون أي شيء مفيد.
ذهب أحدهم إلى تلك المنطقة المنكوبة، وقصد تلميذا يدرس في الابتدائي، وطلب منه أخذ صورة معه، مخبرا إياه أن الصورة ستنال إعجاب آلاف المشاهدين الذين يتابعون حسابه على شبكات التواصل الاجتماعي وغير الاجتماعي.
بعد أخذ ورد، نظر إليه الطفل الذي لم يستوعب بعد ما جرى لأهله وقريته: "كلبنا الذي قضى تحت الأنقاض تابعه ملايين المشاهدين عندما نشرنا فيديو له وهو ينبح بشكل غريب في الأيام القليلة الماضية".
لم يستخلص صاحبنا العبرة من كلام الطفل، وطلب منه بسرعة أن يدله على عنوان الفيديو على الشبكة العنكبوتية، لكي يتقاسمه على حسابه الخاص.
نظر إليه الطفل قائلا: "واش انت مغربي".