"الوطن الآن" تشعل نارها الهادئة تحت الطاجين المغربي وعلى شرف رواده

"الوطن الآن" تشعل نارها الهادئة تحت الطاجين المغربي وعلى شرف رواده شوميشة

لم يكن سببا واحدا، وإنما خلفيات متعددة ومتباينة المقاصد، حفزت هيئة تحرير أسبوعية "الوطن الآن"، على تخصيص ملف شامل لـ "المطبخ المغربي" ورواده ضمن العدد المتواجد حاليا بالأكشاك.

والأكيد أن الاطلاع على محاور المقالات، يكشف تلك الغايات من منطلق موقع سفراء المائدة المغربية على الساحة العالمية، وكيف بلوروا ما راكموه من تجربة في خدمة الذوق المغربي، ناهيك عن تفصيل ما يحفل هذا الموروث التراثي من أبجديات الحفاظ على أصالة لا ترضى سوى بأصالتها، ومن غير امتناع عن طرق أبواب الانفتاح.

وفي هذا السياق، حاورت الأسبوعية خبيرة الطبخ المغربي شوميشة الشافعي، التي توجد حاليا بدولة الإمارات العربية المتحدة لغرض تأكيد ما سبق ذكره. وذلك باعتبارها مستشارة دولية تسعى مختلف المشاريع العالمية إلى الاستفادة من تجربتها تيمنا بما عرف عنه الطبخ المغربي من صمود وتطور. إذ هذا ما أكدته شوميشة، قبل أن تردف بأن إشرافها على وضع "موني" المطابخ لا يمكن تفسيره إلا بالثقة الكبيرة التي يضعها أصحابها في الرؤية المغربية للأكل كمتعة وطريق سالك نحو تحصين الصحة.

ومن جهته، كان للشاف "موحا" الرأي الشافي في لعب المطبخ المغربي لدور المنعش للسياحة، وتأثيره الإيجابي في الدفع بعجلتها إلى الأمام. وهو المفعول الذي تقاسمه معه الشاف منير لوليدي الذي لم يخف وزن الأكلات المغربية بدليل شهادات أجانب، ولو أنه عبر عن ضيقه من انتشار وجبات لا تمت للبلد بصلة، والأفدح عدم معرفة مصدرها حتى. مقدما في الصدد ذاته، جملة خطوات يراها ذات أولوية لمنح الأكل المغربي حماية أكبر.

هذا، وكان أيضا اتصال بمهاجر مغربي في فرنسا، وهو ميلود الغزال، الذي أفاد بكونه لا يحس سعادة أقوى من تلك التي يشعرها وهو يرى مواطنين بشعر أشقر وعيون خضر ينغمسون في التهام "الكسكس" أو "الرفيسة العمية".

ويشمل الملف كذلك بورتري عن طباخة تقليدية محترفة، أمضت لما يفوق 20 سنة في محاورة أشهر الأكلات المغربية، وبالخصوص تلك المقترحة غالبا في مناسبات حفلات الزفاف من "بسطيلة" و"سفة مدفونة بالدجاج" و"لحم بالبرقوق"، حيث يستوجب التوفيق بين مقادير اللحوم والتوابل والمنسمات وبين عدد الضيوف الذي قد يتجاوز المائتين أحيانا.

ولعل ما يعطي للأكلات المغربية تلك الأهمية، كونها تخطت مجال إشباع العين والبطن إلى ما هو سياسي. والحجة، كما في الملف بالتدقيق، توظيف الملك الراحل الحسن الثاني له، من أجل تقريب وجهات نظر زعماء عرب تأزمت روابطهم، في مرحلة زمنية ما، بعد أن تمكن بفضل ديبلوماسيته المعهودة من لمِّ أولئك الملوك والرؤساء، منهم فهد بن عبد العزيز وصدام حين وحافظ الأسد، حول أكلة مغربية صرفة كنقطة بداية لرأب الصدع. وكل هذا من غير أن يقفز على إحالة الجميع إلى أنه وبرغم ما له طباخين مهرة، فإنه لا يتلذذ بطعم شهي سوى عند تذوق طاجين من صنع أيدي أمه.

(تفاصيل أوفى حول هذا الموضوع تقرؤونها في العدد الحالي من أسبوعية "الوطن الآن")