samedi 14 juin 2025
كتاب الرأي

ادريس المغلشي: قراصنة النجاح

ادريس المغلشي: قراصنة النجاح ادريس المغلشي
بعد الصورة الإيجابية التي رسخت في أذهاننا منذ بداية المونديال حتى نهايته، والتي ساهم في إنجازها مجموعة من الكفاءات لا يمكن تبخيس دورها في صناعة صورة مشرفة جعلت الجميع يتحدث عنها بإعجاب كبير بعدما رفعت رؤوسنا عاليا أمام الأمم. لكن مع الأسف يأبى بعض المتطفلين على التسيير والمتسلقين لبعض الفراغات إلا ان يعكروا صفو هذا المناخ الإيجابي، ليقفزوا على كل نقط الفوز المضيئة في مسارنا الوطني من أجل احتلال مناطق لم تكن ابدا من صنعهم ولا من إنجازهم. كيف لا ونحن لم ننته بعد من فضيحة التي أشار إليها الصحفي محمداليوبي والتي تقول أن بعض المسؤولين مكنوا مجموعة من المنتمين لهيئاتهم السياسية والموالين لهم من المشجعين من تذاكر على حساب الميزانية العامة والتي تركت انطباعا سيئا. لدى عامة الجمهور، مما أحدث تشويشا على الصورة ودفعنا للتساؤل.
هل قدرنا مع بعض الفسدة أن نعيش فرحة غير مكتملة؟ فهناك من يحرص على افسادها عبر سلوك ارعن لأنه جبل على هذا الفعل المشين وتلك المهمة الذميمة. لا يستطيع أن يكون زارعا للتفاؤل مادامت سلوكاته طبعت مع الفساد.
أينما حل وارتحل ترافقه الفضائح. يبدو أن الأخبار التي تصلنا من موقع الحدث تفيد أن فضيحة أخرى زادت الطين بلة مادمنا ننتدب أشباه المسؤولين الذين يصرون على وأد كل مبادرة تشرف. في غياب المحاسبة والصرامة المطلوبة انتشر خبر التذاكر التي تفجرت قبل انطلاقة مباراة المغرب وفرنسا بساعات قليلة عبر شريطين على الأقل. الشريط الأول للاعب الدولي السابق يوسف شيبو المقيم بقطر والمحلل الرياضي بقناة رياضية والذي تكلم بغضب شديد عن حدث ما أصبح يعرف بمشكلة التذاكر والمغاربة المعتصمين العالقين بمطار قطر دون تمكينهم من الحضور للمقابلة وإشكالية تلاعب بعض المسؤولين مع وكالات الأسفار التي أخلت بالتزاماتها امام زبنائها مما أحدث فوضى لدى البلد المضيف.
يوسف شيبو تكلم بحسرة شديدة وهو ينقل لنا هذا العبث وهذه الفوضى فعلا شيء مؤسف ان تهدم كل الصورالجميلة والإيجابية للوطن والانجازات الكبيرة التي تحققت من طرف مجموعة من المتهورين . من المسؤول على نسف كل الرسائل الإيجابية التي حرص صانعوها على تبليغها بطرق بسيطة ومتواضعة؟
يكفي أن تستمع إلى خطاب الناخب الوطني لتقتنع أن صناع مجد هذه الأمة لايتقنون سوى حب الوطن. كل مداخلاته ركزت على الكفاءة دون اعتبار لعامل السن ولا العرق ولقد كانت رسائله واضحة لمن يقتاتون من الصراع وهم آفة التدبير المعاصر .
الشريط الثاني ينقل اعتصام داخل باحة المطار بدولة قطر منددين باسم معروف تلاعب في عملية توزيع التذاكر والغريب أن الاحتجاج فاق صوتها جواب المبعوث الذي اعتقد أن مقترح ساحة فسيحة وتوفير الأكل قادرة على إسكات الجماهير المحرومة من حضور المدرجات. كان صوت الرفض عاليا لأن تشجيع المنتخب ودعمه المباشر لا يخضع للمقايضة.
رسالة واضحة لا يمكن للمتلاعبين بمصير ومشاعر الناس أن يصادروها. لقد اثبت أفراد منتخب الكرة مستواهم العالي في التجاوب عكس بعض الإنتهازيين من اشباه المسؤولين والسياسيين . فعلا قدموا درسا بليغا نحتاج لإعادة قراءته بشكل متأني فعمر ومفعول دلالاته قديفوق اعمارنا فوق هذه البسيطة. والرد على كل من يحاول عبثا المقامرة بسمعة بلد لحساباته الشخصية نقول :"عاش الوطن وكل من يسعى لرفع رايته عاليا. ولاعاش من خانه ".