دخلت الصين يوم فاتح يناير من العام 2022. كانت الجائحة في قمة عنفوانها. دخلت البلد بعد ان احتَلْتُ على الفيروس بمقامٍ دام اكثر من شهر في سيول بكوريا الجنوبية. الرحلات الجوية كانت شحيحة و اسعار التذاكر بلغت عنان السماء.
كان وجه العالم شاحباً و الجو العام يُنذِر بكارثة. كان الناس هنا بأقصى الشرق و كأن على رؤوسهم الطير. الوجوه عابسة و يزداد عبوسها حين يلمحون شخصاً اجنبيا. فالكوفيد كان من صنع الاجنبي او هكذا صُوّرَ لهم. دخلت الصين اول مادخلتها والحال هكذا.
بعد حجرٍ كليلٍ بلا نهاية، خرجت الى دنيا الله الواسعة لكنها كانت تضيق بفعل الفيروس و مارافقه من تدابير افقدت الحياة انطلاقها و عنفوانها.
مرت شهور 2022 ثقيلة مثل ضيف مُمِل. غيرت سلوكات الناس كثيراً. حكَووا لي قصصاً عن كرم الصينيين و أُلْفتِهم للاجنبي قبل الكوفيد. لكني كنت أستمع لهذه القصص استماع غيرِ المصدق الذي يدعي الاهتمام رأفةً بمحدثه.
شاهدت خلال السنة سلوكاتٍ و معاملات تُذكّر بمامضى من سنوات حين اغلق هذا البلد الشاسع كل ابوابه على العالم الخارجي. أصبحت ارى سور الصين العظيم وكأنه بُنِي مع بداية الجائحة و ليس من سنين خلت. كنت كلما كلمني احد بالهاتف يسأل عني أجيب: ها أنا خلف السور الاخير.
ذهبت 2022 غير آسِفةٍ و لا مأسوفٍ عليها. و جاءت 2023. رفعت الصين كل القيود. خرج الناس من غيابات الحجر الى براحِ الشوارع الكبرى و الى المطاعم باجوائها الرائقة. راقصون و راقصات بألوان باهية في الساحات. المدينة المحرمة فتحت أبوابها من جديد و المسارح و قاعات السينما. هنا كشفت بيجين عن سيقانها و عن مفاتنها التي طمسها الفيروس أو كاد. و هنا انكشف الوجه الاخر للصينيين. كان الناس ممن سبقوني لأرض عمك ماو على حق.
الصينيون طيبون الى ابعد الحدود و منظبطون الى ابعد الحدود. تتجول في الهوتونغ أو ما تبقى من بيجين القديمة فتلمس عمق الحضارة الصينية في أخلاق الناس طبعاً لا في الجدران الرمادية.
طيِّبوا المعشر حقاً. خلال شهور قليلة منذ انتهاء الجائحة إتسعت دوائر المعرفة بالناس من شتى القوميات في هذه البلاد بالوان طيفها و تعدد اعراقها. اصبح لا يمر يوم واحد دون لقاءٍ جديد، في مكان جديد، على موضوع جديد. هذه هي الصين…الاسبوع كأنه يوم و اليوم كأنه ساعةٌ من نهار. كنت في عز الوباء أتذكر بحنين أيامي في جنوب افريقيا رغم رعبها و قطاع طرقها … الان صرتُ اقول الله لا يعيدك يا أيام جنوب افريقيا.
كان وجه العالم شاحباً و الجو العام يُنذِر بكارثة. كان الناس هنا بأقصى الشرق و كأن على رؤوسهم الطير. الوجوه عابسة و يزداد عبوسها حين يلمحون شخصاً اجنبيا. فالكوفيد كان من صنع الاجنبي او هكذا صُوّرَ لهم. دخلت الصين اول مادخلتها والحال هكذا.
بعد حجرٍ كليلٍ بلا نهاية، خرجت الى دنيا الله الواسعة لكنها كانت تضيق بفعل الفيروس و مارافقه من تدابير افقدت الحياة انطلاقها و عنفوانها.
مرت شهور 2022 ثقيلة مثل ضيف مُمِل. غيرت سلوكات الناس كثيراً. حكَووا لي قصصاً عن كرم الصينيين و أُلْفتِهم للاجنبي قبل الكوفيد. لكني كنت أستمع لهذه القصص استماع غيرِ المصدق الذي يدعي الاهتمام رأفةً بمحدثه.
شاهدت خلال السنة سلوكاتٍ و معاملات تُذكّر بمامضى من سنوات حين اغلق هذا البلد الشاسع كل ابوابه على العالم الخارجي. أصبحت ارى سور الصين العظيم وكأنه بُنِي مع بداية الجائحة و ليس من سنين خلت. كنت كلما كلمني احد بالهاتف يسأل عني أجيب: ها أنا خلف السور الاخير.
ذهبت 2022 غير آسِفةٍ و لا مأسوفٍ عليها. و جاءت 2023. رفعت الصين كل القيود. خرج الناس من غيابات الحجر الى براحِ الشوارع الكبرى و الى المطاعم باجوائها الرائقة. راقصون و راقصات بألوان باهية في الساحات. المدينة المحرمة فتحت أبوابها من جديد و المسارح و قاعات السينما. هنا كشفت بيجين عن سيقانها و عن مفاتنها التي طمسها الفيروس أو كاد. و هنا انكشف الوجه الاخر للصينيين. كان الناس ممن سبقوني لأرض عمك ماو على حق.
الصينيون طيبون الى ابعد الحدود و منظبطون الى ابعد الحدود. تتجول في الهوتونغ أو ما تبقى من بيجين القديمة فتلمس عمق الحضارة الصينية في أخلاق الناس طبعاً لا في الجدران الرمادية.
طيِّبوا المعشر حقاً. خلال شهور قليلة منذ انتهاء الجائحة إتسعت دوائر المعرفة بالناس من شتى القوميات في هذه البلاد بالوان طيفها و تعدد اعراقها. اصبح لا يمر يوم واحد دون لقاءٍ جديد، في مكان جديد، على موضوع جديد. هذه هي الصين…الاسبوع كأنه يوم و اليوم كأنه ساعةٌ من نهار. كنت في عز الوباء أتذكر بحنين أيامي في جنوب افريقيا رغم رعبها و قطاع طرقها … الان صرتُ اقول الله لا يعيدك يا أيام جنوب افريقيا.