mercredi 4 juin 2025
كتاب الرأي

رشيد لزرق: ما موقف أحزابها من حرية التصرف في الجسد

رشيد لزرق: ما موقف أحزابها من حرية التصرف في الجسد رشيد لزرق
إن المطلوب اليوم؛ ليس تغيير أسماء الفرق البرلمانية، بل الواجب المستحب يتمثل في خلق رجة حزبية تنظف الأدمغة والنفوس من ثقافة الرجعية و التقليدانية، التي جعلت أكبر فرق المعارضة البرلمانية، تبتدع ما اصطلح عليه بمعارضة التسول.
فالمعارضة ستنقسم عند طرح مشروع القانون الجنائي، و مدونة الاسرة. كما سيطرح سؤال الانسجام الايديولوجي بين الثالوث الحكومي، إذ تضم الحكومة حزب الاستقلال المحافظ، الذي يتقارب مع طرح العدالة و التنمية في الخصوصية الثقافية و مرجعيته المؤسسة. و ستشهد المعارضة بدورها صراعا   داخل ما يسمى الصف الاشتراكي؛ بين حزب لشكر وحزب نبيلة و نبيل، و باقي الحساسيات اليسارية التي تدافع بشكل مبدئي على الحقوق والحريات الفردية. 
و هنا وجب  تأويل النص الجامد بنفس حداثي تقدمي، يتلاءم و الظروف الجديدة التي تحاصر الأمة المغربية اليوم.
إن الظرفية دقيقة، و المرحلة تقتضي الجد السياسي. و لعل مكمن الخلل الكبير، يتجسد في ترهل النخب الحزبية التي تدعي الحداثة و التقدمية، و التي لا تملك المؤهلات المعرفية و لا المصداقية المجتمعية. إذ؛ لم تعد لها القدرة و لا الجرأة، على مساءلة التراث العقلاني المغربي، مساءلة علمية-عملية. تقوم على إعادة تأويل النصوص، و قراءتها في سياقاتها التاريخية والاجتماعية الحقيقية. باستحضار روح التشريع التنموي، بغاية التجاوب مع التحولات السوسيولوجية العميقة التي عرفها المجتمع المغربي، سواء بعد ارتفاع مستوى التمدرس، أو عند تأخر سن الزواج، و كذا تمظهرات الرغبة الشبابية في تحقيق الاستقلالية المادية، مع الانفتاح على الثقافات الأخرى. عبر اعتماد الآليات التكنولوجية المتطورة.
إن السؤال المطروح على النخب التي تدعي الحداثة و التقدمية، ما موقف أحزابها من حرية التصرف في الجسد؟!. ذلك؛ لكي تعكس التشريعات القانونية، ما يقع داخل المجتمع المغربي، من متغيرات عميقة، كشفت عن الهوة السحيقة بين الواقع و بين القانون. فلا يمكن للوطن تجاوز الإكراهات العالقة عدا بمنظومة حزبية ديمقراطية واعية و مسؤولة.
د. رشيد لزرق رئيس مركز شمال افريقيا للدراسات و الابحاث و تقييم السياسات العمومية.