lundi 2 juin 2025
كتاب الرأي

أحمد بومعيز: لماذا تصلح الثورات والسودان دليل آخر على فشل وهم الربيع العربي؟

أحمد بومعيز: لماذا تصلح الثورات والسودان دليل آخر على فشل وهم الربيع العربي؟ أحمد بومعيز
بعد ما آلت إليه الأوضاع في السودان ، في ظل النزاع المسلح بين العسكر الذي يحكم البلاد ،من جنود البرهان إلى مرتزقة حميدتي ، بعد الردة السريعة على مخرجات ما سمي آنذاك بالثورة وإسقاط نظام البشير ، يتضح مرة أخرى أن الثورة في العالم العربي لم تنضج ، ولم تجد بعد لا النهج ولا المنهج ولا المنهجية ولا إمكانيات التطبيق .وأن الشروط الذاتية والموضوعية غير متوفرة لتغيير الأنظمة. وأن ما سمي منذ سنة 2011 بالربيع العربي لم يكن سوى أوهام، أو أضغاط أحلام . وأن ما حدث كان مجرد انتفاضات غير مؤهلة لإنتاج بديل للحكم الذي سبق . بل كان مناسبة لمنح الحكم لأنظمة أكثر شمولية وقسوة وتسلط على الشعوب وعلى الحالمين بالحريات والتحرر والديمقراطية كغايات وخيارات منهجية ، وآليات للحكم والحكامة .
وهنا ، يأتي السودان كدليل آخر يفند فتاوى كل من ادعى أن تحرر الشعوب العربية بات قاب قوسين أو أدنى بحلول ما سمي آنذءاك بالربيع العربي. 
وهكذا ، يمكن الإطلالة السريعة والآنية ، على ما يحدث حاليا في كل الدول التي عرفت حركات وانتفاضات ذات الربيع : 
من تونس، وعودة الديكتاتورية في أبخس تجلياتها مع قيس سعيد الذي سيطر على كل السلط،ولم يبق بالبلد لا ياسمين ولا ثورة ..
إلى ليبيا ،والمثال المثالي على فشل الدولة، إذ أضحى القذافي ذكرى شهيد وذكرى وطن ودولة  ..
إلى مصر ، والرجوع إلى ما سبق الثورة ، بعد مرور موجة حكم سادج للإسلاميين،والنتيجة كانت ضياع وقت كثير وفرص أكثر..
إلى اليمن ، والحرب المعلنة فوق رأس الجميع، بالصفة والوكالة  ..
إلى سوريا الممزقة ، حيث  مهرجانات القتل والتقتيل المعمم ،ولا زال الأسد هناك ،في شبه حكم لأشلاء شعب وبلد ..
فأين الثورة ؟؟!!،وأين الشعب ؟؟!! وأين الحرية ؟؟!! وأين المستقبل ؟؟!!
وهكذا يبدو ،وكما سبق أن أشرنا في مقال ذا صلة ،أن نجاح كل ثورة،يبقى مشروطا بطفرة تاريخية،وبنظرية فكرية وسياسية وإيديولوحية محينة المنهج والمنهجية، وقابلة للتطبيق وممارسة الحكم والسلطة ،داخل إطار الدولة، الدولة ككيان وكمفهوم . والنظرية، ليست بالمرة ،بقايا أفكار ولا أشلاء نماذج تاريخية محنطة تروم أو تقارب الإسلام السياسي أو غيره ،ولا شطحات شعبوية يصيغها ويلوكها بعض الحكام الجدد، ولا سلطة العسكر  ..
وجدير بالإشارة أيضا، أن فشل كل مشاريع الحكم بعد انتفاضات ما سمي بالربيع العربي وما تلاه من حراك شعبي،ونظرا للكلفة الباهظة التي أدتها تلك الشعوب من رصيدها الوجودي ،حد الاستنزاف، من أرواح وضحايا وشهداء وجرحى ومنفيين ومضطهدين ... سيكون من الصعب،ومن غير المضمون ، بالنسبة للمستقبل القريب على الأقل، إعادة الروح والتقة والتعبئة اللازمة  لذات الشعوب وللشارع عموما ،كي يخرج ويغامر من جديد في سبيل تغيير النظام القائم...  
" يتبع "