العدو ثلاثي الأبعاد والهدف وحيد. هكذا يصف المحللون تكالب فرنسا والجزائر وإيران على المملكة المغربية، وتحالفهم لزعزعة استقراها وإضعاف قدراتها الاقتصادية والعسكرية بضرب السلم الاجتماعي داخل البلاد. حرب دبلوماسية ثلاثية الأبعاد قانونها الوحيد: تكسير العظام. بأساليب وأدوات عفنة ولا أخلاقية، تشن المخابرات الفرنسية (DGSE) والجزائرية (DRSبمعية الحليفة الغريبة والجديدة المخابرات الإيرانية (SAVAK) حربا بلا هوادة على المغرب وشعبه. ورقة اللعبة لا تغدو تكون قضية الصحراء المغربية، لكن ما خفي أعظم.
إيران تطمح إلى نشر مذهبها الشيعي في وسط وغرب أفريقيا ولن تصل إلى مبتغاها سوى بإضعاف إمارة المؤمنين في القارة السمراء.
أما فرنسا، الطامحة للعودة بقوة إلى إفريقيا واستعادة أمجاد باريس في منطقة الساحل والصحراء، فلن يهدأ لها بال حتى يركع المغرب لإرادتها.
مبتغى صعب المنال أمام خصم عنيد تقوى، من جهة، اقتصاديا بشركات تعدى صيتها حدود المملكة ليبسط نفوذه على القارة الإفريقية، ومن جهة أخرى، سياسيا وعسكريا واستخباراتيا بتحالف مع أول قوة عالمية. هذا التحالف الذي أربك حسابات الأعداء وتسبب في تهميش فرنسا في منطقة الساحل وفي أغلب دول أفريقيا.
أما الجارة الشرقية، فلها في الأمر عدة أطماع. أولها النيل من جار كسب ضدها كل جولات النزاع المفتعل منذ أن غرست فرنسا فتيل خلاف دام لعدة عقود.
فالجزائر لن تقوم لها قائمة إلا بسقوط المغرب الذي أصبح قوة إقليمية وقارية يضرب لها ألف حساب.
اجتماع سري ثلاثي يفضح المستور
الاجتماع السري الذي عقد نهاية الأسبوع الماضي في العاصمة الفرنسية بين قيادات مخابرات الدول الثلاث (DGSE-DRS-SAVAK) فضح المستور ووضع الدول الثلاث أمام مسؤولياتهم.
فبعد استنزاف الجزائر وصنيعتها فرنسا كل طاقتهم في التصدي والنيل من المغرب وسمعته إقليميا وقاريا ودوليا، وبعد إحباطهم الشديد، بدأوا في دعم أخطر عدو للمنطقة والقارة الإفريقية: إيران داعمة الإرهاب والفتن.
خلال هذا الاجتماع دعت الأطراف الثلاثة إلى تخصيص ميزانية مهمة وتكثيف الجهود لتنزيل وتفعيل مخططهم المكون أساسا من خمسة نقط:
- محاربة الشركات المغربية بالمنافسة الغير شريفة والضغط دبلوماسيا على الدول الافريقية لإفلاس رجال الأعمال المغاربة وشركاتهم؛
- الضغط على المهاجرين المغاربة بوضع قوانين مجحفة من شأنها ضرب استقرارهم الاجتماعي؛
- استقطاب المغاربة وتوسيع شبكة الخونة بالإغراءات المالية وإن اقتضى الأمر بالترهيب بعد إيقاعهم في مخالبهم خاصة المثقفين والصحافيين والمشاهير وحتى في صفوف رجال الأعمال المستهدفين بالافلاس؛
- الانتقام من المغاربة المقيمين في الجزائر والدول الحليفة لها والزج بهم في السجون وتجريدهم من حقوقهم وأولادهم وممتلكاتهم؛
- شن حرب الاستنزاف في الحدود الشرفية للمملكة قصد انهاك اقتصادها واضعاف قدراتها الدفاعية.
لهذا الغرض، جندت مخابرات الدول الثلاثة مرتزقتها في الساحل ودول الصحراء لتكثف من الهجمات على المنطقة العازلة.
فمنذ بداية الشهر أبريل 23، استدعت الجزائر قوتها الاحتياطية قصد تدريبهم على تقنيات وأسلحة جديدة على أيدي ضباط إيرانيين وضعت رهن إشارتهم عدة مراكز ومدارس عسكرية كالمدرسة العسكرية المتعددة التقنيات "الشهيد عبد الرحمان طالب" القريبة من العاصمة الجزائرية التي أكد بعض طلبتها تواجد ميليشيات ضمن المستفيدين من التكوين.
أمام هذا الهجوم القديم-الجديد والعدوان اللاأخلاقي لأعضاء المملكة المغربية ولكي لا تساق البلاد في زحمة التحرشات العالمية ومخططات إشعال نيران الفتن الإقليمية التي تنهيها إيران وفرنسا داخل الدول وفي الأقاليم عبر العالم، اختار المغرب العمل على تقوية جبهته الداخلية وتعزيز قدراته الدفاعية بامتلاك المزيد من التقنيات والأسلحة المتطورة.
أمريكا، الحليف الدائم
على غرار فرنسا التي تنشر الدمار في منطقة الساحل وحليفتها إيران التي تدعم الإرهاب والحروب الأهلية في العالم وتابعتهم الجزائر، تحافظ أمريكا على نهجها الدائم الساعي إلى تشجيع اقتصادات دول المنطقة. فالخطط الأمريكية-المغربية ترتكز أساسا على دعم الدول لتأسيس اقتصاد قوي عبر إنشاء مصانع ومراكز للشباب وبنية تحتية تغني اقتصادات دول الساحل. لهذا الغرض، رفعت الولايات المتحدة الأمريكية، خلال السنوات الأخيرة، من قيمة المساعدات المالية والغذائية لهذه الدول. كما اختير للأقاليم الجنوبية للمملكة أن تكون منصة صناعية واقتصادية تستقطب اليد العاملة من دول الساحل والصحراء الكبرى لقطع الطريق على المنظمات الإرهابية المدعومة من فرنسا وإيران والجزائر والتي تستغل فقر ووضع الشباب الاجتماعي للزج بهم في غياهب التطرف والجريمة المنظمة.
أمام هذا، الخطر الداهم، أصبح لزاما على المغرب إلغاء المنطقة العازلة بصفة نهائية ما دامت الجارة الشرقية غير قادرة على تأمين حدودها مع هذه المنطقة وأيضا تنزيل الحكم الذاتي مع الصحراويين من أبناء الأقاليم الجنوبية للمملكة.
إذ يتساءل المراقبون عن جدوى هذه المنطقة العازلة التي يؤمنها الجيش المغربي من خطر الإرهاب والتهريب.