dimanche 1 juin 2025
كتاب الرأي

أحمد بومعيز: موت وإقصاء وسوء تدبير.. حصيلتنا في ربع نهاية الإتحاد الإفريقي للكرة..

أحمد بومعيز: موت وإقصاء وسوء تدبير.. حصيلتنا في ربع نهاية الإتحاد الإفريقي للكرة.. أحمد بومعيز
...وأما الموت، فقد كانت "نورة" على موعد غاشم معه.. وكان لها منه النصيب كله .فقط ذنبها أنها كانت الفتاة المحبة للحياة وللرياضة ولفريق الرجاء، تعودت حب فريق الرجاء كالعديد من الشباب والكهول والأطفال حد العقيدة والاعتقاد، وقررت كما فعلت مرارا أن تكون ضمن المحبين والمتفرجين في الملعب، للتشجيع والمساندة والفرح، إن استطاعت لذلك سبيلا ..
 ونورة حجزت تذكرتها وفق ما يليق بالمناسبة، ووفق ما يسمح به التنظيم والمؤسسات المسؤولة، والبراقة والكثيرة الكلام والاشهار والإبهار . لكن أصحاب التنظيم وتدبير ولوج الملعب كان لهم في الأمر رأي آخر: 
كأن يخلط الجمع الآدمي، من عشاق ومحبي الرجاء والمشجعين والمشاغبين، أن يخلطوا دفعة واحدة، وأن يحشروا في حيز ضيق من المكان والزمان، لا يصلح للفرجة بل يصلح للموت. فماتت نورة أو قتلت في زحمة الأجساد المحبة للحياة وللفرجة وللكرة وللرجاء..
هكذا وبكل بساطة، قد نموت، ويموت من جاء للفرجة والفرح.. يموت وتموت كل "نورة " بصيغة الجمع المذكر والمؤنث الذي يعد سالما، لأنهم وأنهن أحببن وأحبوا الفرح وأحبوا فريقهم حد الموت في عبثية التنظيم الغير مسؤول.
... وأما الإقصاء، فقد كان نصيبنا منه كبير هذا الأسبوع. من الرجاء إلى فريق الجيش. وليس العيب في الإقصاء أو في الهزيمة، فالأمر طبيعي ووارد في الكرة، لكن العيب في الطريقة، وفي كيفية تدبير المقابلات. فلا الأهلي منافس الرجاء، ولا نادي العاصمة الجزائري كانا في مستوى المقابلات، ولم يكونا في مستوى إقصاء الرجاء والجيش.. فما هزم الرجاء غير التهور والشعبوية في التسيير وغياب العمل الاحترافي. وما غلب الجيش غير سوء التقدير وغياب القدرة على تدبير المقابلات الدولية ..
وإذا كان الأمر كذلك، أو لأن الأمر كان يجب أن يكون غير ذلك، فما يثير النقاش الآن، هو الظرفية التي جاءت فيها هذه الاخفاقات بالجملة والتقسيط، من موت إلى إقصاء إلى سوء تدبير. هي الآن أو صارت من الماضي، ظرفية الحلم الكبير والأمل. الحلم الذي فتحه الفريق الوطني مؤخرا في كأس العالم، والأمل في أن نصير ضمن الكبار في الكرة، وفي التنظيم، وفي التدبير، وفي احتضان المنافسات الكبيرة، الوطنية والقارية والدولية.
ربما لم يكن من حقنا أن نحلم أكثر ؟؟!!
وربما أن واقع كرتنا لا يسمح بالفعل والواقع بالهامش الذي فتحه الفريق الوطني من أمل وعنفوان وقدرة على الفوز والفرح وحسن التدبير والتنظيم ..
وربما أن الاستثناء هو الفريق الوطني، والقاعدة هي ما عشناه من نتائج ومآسي في نهاية أسبوع أسود، مع فريق الجيش والرجاء..!!؟؟
ولك "يانورة" كل العزاء ،في روحك الطاهرة، وفي فريق الجيش والرجاء .