إن الإتحاد الإفريقي ظل محدود التأثير في النزاعات الإقليمية، الأمر مرتبط بعاملين رئسيين: الأول، العديد من النزاعات الإقليمية تعاني من تدخلات اجنبية مباشرة وغير مباشرة. العامل الثاني، هو النشاط الكبير للجماعات الإرهابية المهددة للسلم والإستقرار في عديد من بلدان القارة الإفريقية، لايمكن فصل قضية الصحراء المغربية عن هذين العاملين المؤثرين للوضع الإفريقي السياسي والإقتصادي والجغرافي، وإذا كانت أهداف الإتحاد هي بناء قوة اقتصادية إفريقية من خلال بلدان تنعم بالإستقرار والسلم والوحدة، فلا يمكن قبول أي مسعى جزائري مغرض يستهدف وحدة وسلم واقتصاد دولة شقيقة وهي المغرب، فالإتحاد يعلم أن فكرة الوحدة الإفريقية هي إنتاج مجهودات مغربية منذ منتصف القرن الماضي، ومكونات الإتحاد تعلم أن قضية وحدة المغرب الترابية مرت بمراحل محلية ودولية باءت بالفشل فيها كل الجهات المناوءة لوحدة المغرب الترابية، بدءا من الإنتفاضة الأممية للجارة الجزائرية ضد استكمال المغرب لوحدته الترابية، وبناء كيانات قبلية والتسويق لها لبناء وهم دويلة تحت مسميات استعمارية محضة هدفها ابقاء اليد الإستعمارية بالقارة و بالصحراء المغربية ليتم تسهيل عملية التجزئي الإستعماري للمغرب إلى الجزائر ،هذه الأخيرة التي بدأت اول نشاط دعائي ضد وحدة المغرب بإعلانها عبر وسائل اعلامها للقصف الإسباني للمسيرة الخضراء سنة 1975 بهدف تعطيل هذا العمل التاريخي الجبار الذي يجسد العمق التاريخي والوطني للمغرب، وبعد إن منيت مكيدتها الإعلامية بالفشل تم التخطيط بمؤامرة مع كل الجهات الأجنبية الهادفة إلى اطماع استعمارية بالصحراء المغربية والمعادية للنظام المغربي، فنظمت اكبر عمل إجرامي تاريخي ووفرت له الجزائر والجهات الداعمة لها كل الوسائل اللجوستية العسكرية والمدنية، حيث تم تهريب بعض العائلات الصحراوية في شاحنات جزائرية من تراب الصحراء المغربية، وبناء معسكر تدريب لشبابهم بتندوف وتحريضهم على الدخول في مواجهات عسكرية على طريقة حرب العصابات تحت وهم الإديولوجية، والإشتراكية والتحرر. فدافع المغرب بكل قواه لصد هذا العدوان الجزائري بالوكالة على اراضيه، إنتهى ببسط النفوذ السيادي للمملكة المغربية على صحرائها، وببناء جدارعازل ورعاية أممية لمسلسل سلم، رغم ان المغرب له كل الحجج في السيادة التاريخية على أراضيه الصحراوية، وامتثل لطلب قوى فاعلة وصديقة وللمسعى الدولي في حل سياسي يضمن سيادة مغربية وتدبير محلي لساكنة الصحراء، والذي تجسد في إطار عمل جهوي موسع لتهيأة إطار تنظيمي لحكم ذاتي كفيل بتقوية الحاجة لرفاهية الساكنة وتوسيع المشاركة الديمقراطية الضامنة لتمثيلية كافة مكونات الصف الصحراوي المغربي. وظلت الجزائر مناوءة لكل تسوية لا تفوتها أي فرصة دولية أو إقليمية لطرح قضية العائلات الصحراوية المهربة إلى معسكرهم التدريبي بتندوف كقضية استعمار. بل وصل بها الأمر في التطورات الأخيرة إلى اعتبارها قضية أمن قومي جزائري، وهو ما يعني ضمنيا انتزاع جائر لحق غير مشروع وغير عادل في التفاوض والترافع ضد وحدة المغرب.
فإذا كانت قضية أمنهم القومي فذلك يعني انها قضية سيادية.
إذا، فالجزائر تريد استعمار الصحراء المغربية، لان دورها وليد لخدمة اغراض استعمارية،وهو ما يأشر إلى تطور يهدد السلم والأمن الأفريقيين، لأن الجزائر نصبت نفسها وصيا سياديا على الصحراء المغربية، تكون بذلك قد اعلنت دبلوماسيا حربا وميدانيا مناوشات بالوكالة، سيقود الوضع الإفريقي إلى مجال مفتوح لتصارع القوى الخارجية والمليشيات الإرهابية والتطرف، وهذا هو اقصى ما يمكن أن يصل له التهديد الجزائري الدبلوماسي أو الميداني..
إذا، فالجزائر تريد استعمار الصحراء المغربية، لان دورها وليد لخدمة اغراض استعمارية،وهو ما يأشر إلى تطور يهدد السلم والأمن الأفريقيين، لأن الجزائر نصبت نفسها وصيا سياديا على الصحراء المغربية، تكون بذلك قد اعلنت دبلوماسيا حربا وميدانيا مناوشات بالوكالة، سيقود الوضع الإفريقي إلى مجال مفتوح لتصارع القوى الخارجية والمليشيات الإرهابية والتطرف، وهذا هو اقصى ما يمكن أن يصل له التهديد الجزائري الدبلوماسي أو الميداني..
على ضوء هذا التوضيح فإن مسعى الإتحاد في تناول قضية الصحراء المغربيه يجب ان ينطلق من رفع اليد الجزائرية على الملف ومعاينة انجازات التمثيلية الديمقراطية لساكنة الصحراء تنمويا واقتصاديا واجتماعيا، وكذلك فتح المعسكر التدريبي بتندوف المحروس جزائريا قصد الإنصات للجيل الشبابي الجديد الذي ينتصر للسلم والذي وجد نفسه وهو أسيرا لموقف جزائري لم يكن شريكا في صناعته ولا يملك فيه أدنى رأي ولا ادني ملاحظة، وإحصاء العائلات المهربة ذات الاصول القبلية بالصحراء المغربية، وبذلك يكون الإتحاد ،الإفريقي قد انسجم مع أهدافه في خدمة الشعوب والوحدة والتنمية
ابراهيم اعمار، فاعل إعلامي الداخلة