بعد أسبوعين من اختتام مهرجانه الدولي ما زالت الجماعة الحضرية لأكادير متمسكة بشعيرات بوجلود - بيلماون من خلال عقد الندوة الصحفية الثانية ببهو البلدية أول أمس، والتي جاءت مختلفة مع ندوة أكادير أوفلاّ في الشكل والموضوع معاً.. حيث اتضح الآن أن جماعة أكادير نفسها انخرطت في لعبة التنكر واختارت لبس قناع جمعية تنمية سوس للثقافة، لتكون المخاطب الوحيد للرأي العام أثناء تقديم برنامج المهرجان الدولي البوجلودي… بقصبة أكادير أوفلاّ.. وانتزعته مباشرة ببهو البلدية وهي تقدم كجماعة حضرية وبنشوة واستعلاء حصيلة أرقام ومعطيات إحصائية باعتبارها حجج وبراهين دامغة على نجاح المهرجان الدولي البوجلودي!! بل استطاع المهرجان منذ دورته الأولى أن يجعل من مدينة أكادير عاصمة الثقافة الأمازيغية كما قيل..
دون الدخول في تفاصيل ما جاء في البلاغ النهائي الصادر عقب نهاية ندوة الأرقام لابد من الإشارة إلى هذا التناقض الصارخ بين الرهانات الثقافية التي طرحتها الجمعية في الندوة الأولى بأفق زمني تصاعدي يطمح إلى جعل الكرنفال موعدا عالميا خلال العشر السنوات القادمة، وبين البلاغ الذي يتحدث عن
الإستقطاب الجماهيري كعنوان لنجاح المهرجان، بل وهو نجاح غير مسبوق إلا لهذا المجلس الجماعي دون غيره.. في الوقت الذي غيّب البلاغ نفسه أرقاماً أخرى ذات الصلة بالتكلفة المالية للمهرجان.. مادام البعض تحدّث عن الجدية والعفة والروح التطوعية
وقد يكون الأمر صحيحا لوعوّدنا هذا المجلس منذ ولايته إلى الآن أن يخاطبنا عبر لقاءات دورية مع الصحافة بالأرقام طبعا عن النسبة المئوية في تقدم أشغال المشروع الملكي بالمدينة.
عن أسباب التأخير في أكثر من 20 مشروع…عن التغييرات الطارئة فيما أنجز. ..عن الترافع من أجل محطة طرقية تليق بالمدينة.. عن مجزرة عصرية وغيرها من المرافق الحضرية الأخرى ..عن الصعود إلى سفوح الجبل وأحواز المدينة..
هو تعاقدكم الإنتخابي … والذي تحاولون تبييضه الآن وراء هذه الأرقام الفرجوية..ساهمت فيها بشكل كبير مناسبة عطلة الصيف وزوار البحر.. وشهرة نجوم السهرة وعمقها الجهوي لاغير
هذه هي الأرقام التي ينتظرها المواطن الأكاديري وغيرها من الأسئلة الحارقة التي يكتوي بها.. ولا من يجيب..
بل إن هذه الخرجة الإعلامية لجماعة أكادير فيها قلة احترام للساكنة وزوار المدينة الذين ينتظرون تحرير أزقة وشوارع المدينة من بشع وجشع أصحاب السترات الصفراء والزرقاء..
عوض ذلك- ودون خجل- يتحدّثون عن جماهيرية وهمية خلف منصات الغناء وغيرها..
والافظع ان يتم تغليف ذلك بشعار أكادير عاصمة الثقافة الأمازيغية.. وهو الشعار الذي فشل مهرجان تيميتار من تحقيقه خلال 13 سنة من تواجده..
دون أن يدرك هؤلاء المناضلون الجدد أن القضية الأمازيغية اليوم لم تعد بذاك البعد الجهوي بعد دستور 2011 بل هي ملك كل المغاربة وكل المدن المغربية.. خاصة بعد إقرار السنة الأمازيغية وطنيا..
والأغرب ان الجماعة الحضرية لأكادير التي تعمل على جعل المدينة عاصمة الثقافة الأمازيغية.. لا تستطيع. بل لا تملك الشجاعة الكافية لتغيير شعار المدينة والبعيد كل البعد عن تجسيد هويتها وخصوصيتها كوسط المملكة..
ولأنّكم عاجزون عن ذلك بعد ثلاث سنوات من مجيئكم.. فلا اعتقد ان بركة بوجلود بيلماون قادرة على تدارك هذا العجز المخيف.. ولو كان دوليّاً ..