samedi 7 juin 2025
كتاب الرأي

عبد الجليل أبوالمجد: الأغنياء الجدد وأبناؤهم

عبد الجليل أبوالمجد: الأغنياء الجدد وأبناؤهم عبد الجليل أبوالمجد
ظاهرة الأغنياء الجدد أو محدثي النعمة الذين تمكنوا في ظرف قياسي من مراكمة ثروات مهمة وتسلقوا بثرواتهم السلم الاجتماعي، بقوا يفتقرون إلى منظومة القيم والأخلاق، يحتقرون الثقافة والعلم، ويتصرفون بنرجسية وفوقية، ويتفاخرون بما لديهم من مال وكأنهم لا يعيشون في المغرب، ولا يلامسون هموم بقية المجتمع.
وكما يقول المثل العربي: "من شابه أباه فما ظلم" يلاحظ كيف يتصرف أبناء الأغنياء الجدد وكيف يغرقون المجتمع بممارسات مزعجة ولا أخلاقية تتمثل في سلوكيات البذخ وعدم احترام الناس.
ومن صفات هذه الفئة من أبناء الأغنياء الجدد التبجح بثرائهم الذي صاروا ينعمون به وبممتلكاتهم من فيلات وسيارات فارهة واللباس الفاخر، والعطور الثمينة وغيرها من مظاهر البذخ الذي يؤجج الضغينة، فبدل أن يتهذبوا ويصححوا مسارهم وأخطائهم المتكررة نجدهم يتحدون ويتمادون بشرورهم في رسالة تحد لأبناء الطبقات الأخرى، في استعراض لسيارتهم وإظهار قدراتهم وإمكانياتهم المادية والمعنوية متجاوزين كل الحدود.
والملاحظ في الآونة الأخيرة كثرت المخالفات والجرائم التي يقترفونها بعض أبناء لأغنياء الجدد المدللين، وغالبا ما يكون ضحاياها من أضعف فئات المجتمع، وقد تكون الانتهاكات نتيجة حوادث، فيها رعونة واستهتار، أو بعدوان مقصود، وقد يسقط فيها قتلى! ثم، وبعد أن تستفز الجريمة الرأي العام، وبعد أن تثبت التهمة، يحاولون التحايل على القانون، وتسوية النزاع، في مصالحات يتنازل فيها الضحايا أو ذووهم عن حقوقهم، مقابل تعويضات مالية مغرية.
في واقعة منطقة عين الدياب في مدينة الدار البيضاء، حيث قتل أحد أبناء الأغنياء الجدد بوحشية شاب طالب في العشرينيات من العمر وتركه جثة هامدة ولاذ بالفرار. لكن في وقت وجيز تمكنت عناصر الأمن من توقيف الجاني وتقديمه للعدالة.
هذه الواقعة هزت الرأي العام المغربي وخلفت استياء كبيرا في صفوف المغاربة، بسبب ما وصف بـ" الاعتداء الوحشي" على الشاب الضحية، لاسيما بعدما تبين أن المتهم الرئيسي ينحدر من عائلة الأغنياء الجدد.
وحتى لا تتكرر حوادث مماثلة لما وقع لهذا الشاب، المطلوب إجراء تعديلات تشريعية وتشديد العقوبات للحد من هذه الظاهرة، لتأكيد الحق العام، ولتحقيق الردع، ولتأصيل المساواة؟