تعتبر المشاركة المجتمعية والوعي الاجتماعي عنصرين أساسيين في بناء مجتمع أفضل وتحقيق التنمية المستدامة. فعندما يشعر الأفراد بأنهم جزء من مجتمعهم ويدركون حاجة المجتمع للتعاون والمشاركة، يتم تعزيز التنمية الشاملة وتحقيق الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.
يتطلب تحقيق هذا الهدف التركيز على التنمية البشرية، حيث يتم التركيز على تطوير قدرات الأفراد وتمكينهم من المشاركة في شؤون المجتمع. تشمل التنمية البشرية مجموعة متنوعة من الجوانب مثل التعليم والصحة والتدريب والثقافة والاقتصاد. عن طريق الاستثمار في هذه الجوانب، يمكن للأفراد أن يصبحوا مواطنين نشطين يسهمون في تقدم المجتمع.
أحد الوسائل الرئيسية لتعزيز المشاركة المجتمعية هو تعزيز التعليم وتوفير فرص التعلم الحقيقية للجميع. يجب أن يكون التعليم متاحاً وميسور التكلفة للجميع دون أي تمييز. يتعين على المنظمات الحكومية والغير حكومية والمجتمعات المحلية أن يعملوا معًا لضمان وجود بيئة تعليمية آمنة وجودة للجميع. ينبغي أن يكون التعليم متعدد الأوجه ويستهدف تنمية القدرات العقلية والمهارات اللازمة للمشاركة المجتمعية.
بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تُمكَّن النساء والفتيات من الحصول على التعليم والمشاركة في المجتمع. فالمرأة لها دور مهم في بناء المجتمعات القوية والمستدامة. يجب على الحكومات والمنظمات تقديم الدعم المالي والتقني للنساء والفتيات لتطوير قدراتهن وتمكينهن من المشاركة الفعَّالة في العملية السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
يعتبر التدريب والتطوير المهني أيضا جانبا من الجوانب المهمة في تطوير المشاركة المجتمعية. يجب أن يتاح للأفراد فرص التعلم واكتساب المهارات اللازمة للمشاركة في العملية التنموية. ينبغي توفير برامج تدريبية متنوعة تستهدف فئات مختلفة في المجتمع، بما في ذلك الشباب والفقراء وذوي الاحتياجات الخاصة والأقليات العرقية والثقافية. ينبغي أن تُعَدَّ هذه البرامج بالتشاور مع المجتمعات المحلية لضمان استجابتها لاحتياجاتها الفعلية.
بالإضافة إلى ذلك، يلعب الاعلام دورا هاما في تعزيز الوعي الاجتماعي وتحقيق التغيير الاجتماعي. يجب الاستفادة من القوة التحفيزية للإعلام للترويج للمسائل الاجتماعية وتسليط الضوء على أصحاب القرار. ينبغي أن تكون هناك حرية صحفية للإعلام لتعزيز الشفافية والمساءلة.
أخيرا، يجب أن تعمل الحكومات والمجتمعات المحلية والمنظمات غير الحكومية معًا لتنفيذ السياسات والبرامج التي تدعم المشاركة المجتمعية وتعزز الوعي الاجتماعي. يجب أن تكون هناك آليات للتشاور والمشاركة المجتمعية في عملية صنع القرار. يجب أيضًا توفير الدعم المالي والتقني للمجتمعات المحلية لتنفيذ مشاريعها الخاصة.
باختصار، تعتبر المشاركة المجتمعية والوعي الاجتماعي مفاتيح لبناء مجتمع أفضل وتحقيق التنمية المستدامة. يتطلب ذلك التركيز على التنمية البشرية وتوفير فرص التعليم، وتمكين النساء والفتيات، وتوفير التدريب والتطوير المهني، واستخدام الاعلام لتعزيز الوعي الاجتماعي، وتنفيذ السياسات والبرامج التي تدعم المشاركة المجتمعية. إن تحقيق هذه الأهداف يتطلب جهودًا مشتركة من جميع الأطراف المعنية.
عزيز مومن ، منسق عمالة مقاطعات ابن امسيك لحزب الحركة الشعبية