samedi 24 mai 2025
كتاب الرأي

نوفل الحمومي: ياساسة فرنسا المغرب ليس البلد الضعيف الذي ترسمه مخيلتكم

نوفل الحمومي: ياساسة فرنسا المغرب ليس البلد الضعيف الذي ترسمه مخيلتكم نوفل الحمومي
على فرنسا أن تعيد المفاهيم الخاطئة التي تتبناها اتجاه المغرب على انه من مستعمراتها السابقة وأن فرنسا القادر على التحكم في السياسات العامة في بلد حر وديمقراطي ومتنوع.
اعتقاد فرنسا أن المغرب فاقد السيادة وأنها قادرة على التأثير والابتزاز في الاعلى المغرب هو من مفاهيم الخاطئ. عليها ان تعي بها انه مغرب الأمس ليس مغرب اليوم.
بفضل شعب عظيم يمكن أن ينتقد الشأن العام، لكن يرفض أي تدخل أو وصاية أي دولة مهما كانت. المغرب قام بتنويع شركائه عبر العالم، و حلفاء متعددين.. وثقافة كبيرة عند الشعب المغربي. انه لن يقبل ان يتدخل أو يشعر أن أي جهة استعمارية وصية عليه ..مضى عليها الزمن و يبدو أنها لازالت تعتقد انها قادر على التأثير في السياسات العامة عبر دروعها الاعلامية والجمعوية التي تمولها و عناصرها وبقايا المؤثرين الذين تستخدمهم في التأثير على الرأي العام و ابتزاز المؤسسات لم يصبح لهم ثأثير على المجتمع، و أصبح أي مواطن بسيط يعرف هؤلاء. وحتى من هم يعملون في الخفاء أو العلن ومن يعتقدون أنهم سياسيين.
لهم ولاء للفكر الاستعماري.على فرنسا تغيير السياسة في المغرب وأن تعي أنها تتحدث وتتعامل مع قوه اقليمية كبيرة تحترم ولها سيادة واستقلالية ومقدسات عليها أن تحترم. وعليها ان تخرج من الضبابية في اعترافها بسيادة المغرب على أرضه وأقاليمه واحترام وحدته الترابية. فكل مواطن مغربي، وأي طفل مغربي، يعي أن فرنسا لها دور كبير في المشاكل والأزمات التي عاشها المغرب وأيضا في المشاكل الحدودية وأيضا أنها تعلم جيدا أن فرنسا تستعمل الجارة الجزائر كعصا لمحاولة ابتزاز المغرب لكي لا يقوم بتنويع شركائه مع الدول العظمى. أي سياسي او خبير او محلل او راصد الوضع في المنطقة فهو متأكد انه النظام العسكري في الجزائر معين من طرف فرنسا. والداعم الرئيس ألا تكون الجزائر دولة مدنية ديمقراطية.
بما أن فرنسا تروج لنفسها عبر أذرعها الإعلامية والجمعوية الممولة من الحكومة والمواجهة بأنها بلد داعم للحريات والديمقراطية وحرية التعبير ففرنسا هي الداعم للنظام العسكري الغير ديمقراطي الذي يطبق على أنفاس المواطن البسيط في الجزائر. وتستخدم النظام لقمع الحريات. ومنع بلاد أن تصبح بلاد حريات وديمقراطية كما تتدخل فرنسا في تونس بالتعاون مع الجزائر على مجموعة كبيرة من الاعتقالات في حق نشطاء المجتمع المدني والحقوقين.ودعم رئيس مستبد موالي لجنرالات الجيش الحزائري. في منع رياح الديمقراطية والحرية التي بناها الشعب التونسي بنضالات والحرية.
جيدا أن فرنسا تستخدم هذه الخطوات إلى كبت الحريات والديمقراطية في المغرب ومحاولة تقويض الانجازات الكبيرة في البلد من انتقال وانفتاح ديمقراطي كبير في الحريات. فرنسا تعيش أزمة كبيرة في أفريقيا من خلال تجربتي في العمل في أفريقيا في العديد من الدول مع منظمات دولية في أفريقيا في العمل الإنساني. آخر مرة كنت قبل سنوات امضيت سنة ونصف على الحدود الراوندية الكونغولة. وكنت شاهدا على دور فرنسا في جرائم الإبادة الجماعية في رواندا ودور فرنسا في دعم ميليشيات في الكونغو الديمقراطية.
فرنسا تعاني في أفريقيا بسبب سياسات ماكرون، سياسات التعالي، فهو يعتقد أنه هو الحاكم الفعلي لمستعمراته السابقة. ولا يدري أن تلك الدول أصبحت دول حرة بفضل شعوبها وأنها قادرة على ادارة بلدانها بنفسها. في الأزمات تعرف أن الشعوب في تضامنها لا تحتاج أي دولة تنظر لها بنظرة استعمارية. أن تشترط على أي دولة نامية شروط لإنقاذها أو مساعدتها من الكوارث الطبيعية . قصة زلزال المغرب علمتنا وأكدت علينا أن نعرف حقيقة الرؤية الإستعلائية لفرنسا. وأيضا ساهمت في ان يعي الساسة في فرنسا أن المغرب ليس ذلك البلد الضعيف الذي ترسمه في مخيلتها.
الكل أثناء أزمة كورونا وفاجعه الكورونا في خلق كوارث انسانية بسبب فيروس الكوفيد نتذكر السياسات الفرنسية .التي كانت تعتقد المغرب بلد ضعيف غير قادر على جلب اللقاحات .و بدأت تتدخل في السياسات الصحية في المغرب و تشكك في المخططات الصحية .لم ترسل لنا أي جرعة لقاح. الحمد الله أن شعبنا في الداخل غير ملقح بأي جرعة قادمة من فرنسا.في أزمة كنا بحاجة الى جرعات لقاح كورونا . كانت فرنسا تريد ان تشترط علينا شروط للانصياع لسياستها .لكنها لا تعرف أن المغرب له شعب كبير و متضامن .و لنا ثقة في القيادة السياسية للبلاد، لدينا تنويع شركاء .استطاع المغرب جلب اللقاحات من مختلف أنحاء العالم من الصين الهند امريكا، و بدأ يصنع اللقاح في المغرب . كل مرة فرنسا تصدم أن المغرب أصبح خارج عن الاعتقادات أنها قادرة على التحكم فيه. المغرب يمتلك شعب عظيم في ثقافته التضامنية . اخر الدروس هو التعلم من زلزال اقليم الحوز لي خلف تقريبا 3000 شهيد و اكثر من 5000 جريح في حالة حرجة ..
في تلك اللحظات الصعبة والمخيفة التي شهدها بلدنا بعد وقوع الزلزال، برزت قصص تضامن رائعة بين الناس، وروح الإنسانية وثقافة التضامن. التي أثبتت أنها أقوى من أي كارثة طبيعية وأقوى من أي مؤسسة عالمية مهما كانت. أصبح للمغرب حركة شعبية من الشعب المغربي الى الشعب المغربي كأكبر منظمة إغاثية عالمية ليس لها مسؤول عليها. كل متطوع هو مسؤول فيها. من الشعب إلى الشعب. شهدنا أفراداً يقدمون المساعدة للآخرين دون تردد، وقد رأينا تجمعات عفوية في الشوارع، حيث تقاسم الناس الموارد والمأكولات، وقدموا الدعم النفسي لبعضهم البعض. طوابير على مراكز التبرع بالدم.
في كل مدن المغرب. ممكن حطموا ارقام القياسية العالمية بالتبرع بالدم.
وتذكرنا أيضاً أن الإنسانية لا تعرف حدوداً أو اختلافات، فالجميع اجتمعوا لمساعدة من هم في أمسّ الحاجة، رأينا الشباب ينظمون فرقاً تطوعية للبحث عن المفقودين تحت الأنقاض، والمستشفيات تستقبل المصابين وتقدم العناية الطبية الضرورية. كما قامت الحكومة بالتنسيق مع الجهات المعنية لتقديم الدعم والإغاثة للمتضررين بأقصى سرعة.
يعكس هذا التضامن الرائع روح الوحدة والتكاتف في مواجهة الصعاب، ويذكرنا بأهمية أن نكون دائماً مستعدين للمساعدة في الأوقات الصعبة. هذه اللحظات تسلط الضوء على الروح الإنسانية الجياشة والتفاؤل بمستقبل أفضل، حيث يمكننا مساعدة بعضنا البعض والتغلب على التحديات معاً
فرنسا شعرت بالغيرة. شعرت انها اصبحت تفقد المغرب بعد أن وافق المغرب على قدوم فرق انقاذ من بريطانيا واسبانيا والامارات وقطر. ولم يطلب العون من فرنسا التي عبرت عبر قنواتها الرسمية على المغرب ان يطلب منها رسميا المساعدة في الإغاثة من الزلزال.
تعتقد أن المغرب كالطفل اليتيم عندما يطلب المساعدة. ستفرض عليه شروطك. لكن المغرب لم يأبه. استخدمت فرنسا وسائل إعلامية لمحاولة ابتزاز المغرب.
لكن وجدت الشعب لا يأبه لفرنسا عبر اعلامها. عند فشل المهمة. جاء ماكرون بفيديو مذل. يخطب على الشعب المغربي ليتودد له. أنه مستعد على المساعدة والدعم. بعد أيام من الزلزال. دليل على انه اصبح مدلول حتى الشعب اصبح ينكت على الفيديو. وجعل الفيديو خطاب ماكرون فرصة للفكاهة عند المغاربة. في ظروف صعبة. على فرنسا ان تعي انه مغرب الأمس ليس هو مغرب اليوم مغرب له شعب عظيم عبر العالم وشعب متنوع ـشعب حر، شعب عليك أن تتتاقش مع كصديق وشريك وإنسان. تحترم سيادة بلاده ليس بنظرة دنيوية.