vendredi 23 mai 2025
كتاب الرأي

سعيد إفراد: وزارة الفلاحة آخر من ينشغل بمنكوبي زلزال الحوز

سعيد إفراد: وزارة الفلاحة آخر من ينشغل بمنكوبي زلزال الحوز سعيد إفراد، فاعل جمعوي بجماعة أغواطيم  بمنطقة الحوز
كما‭ ‬هو‭ ‬معلوم‭ ‬أتى‭ ‬الزلزال‭ ‬على‭ ‬الأخضر‭ ‬واليابس‭. ‬لم‭ ‬يترك‭ ‬لا‭ ‬الإنسان‭ ‬ولا‭ ‬الحيوان‭ ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬المزارع‭. ‬وتضرر‭ ‬القطاع‭ ‬الفلاحي‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬كما‭ ‬تضرر‭ ‬بفعل‭ ‬عوامل‭ ‬أخرى‭ ‬منها‭ ‬إنقاذ‭ ‬الارواح‭ ‬البشرية‭ ‬أولا‭ ‬تم‭ ‬الماشية‭ ‬لاحقا‭. ‬ومع‭ ‬مرور‭ ‬الوقت‭ ‬وتأخر‭ ‬المساعدة‭ ‬نفقت‭ ‬مجموعة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬القطيع‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬المورد‭ ‬الأساسي‭ ‬للساكنة‭ ‬رغم‭ ‬هزالتها‭.‬
نفوق‭ ‬الأبقار‭ ‬والأغنام‭ ‬أثر‭ ‬سلبا‭ ‬على‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تمت،‭ ‬نظرا‭ ‬للرائحة‭ ‬الكريهه‭ ‬التي‭ ‬نتجت‭ ‬عن‭ ‬تحلل‭ ‬بعضها‭. ‬وإلى‭ ‬حدود‭ ‬كتابة‭ ‬هذه‭ ‬السطور‭ ‬مازالت‭ ‬قطعان‭ ‬من‭ ‬الماشية‭ ‬عالقة‭ ‬تحت‭ ‬الأنقاض‭ ‬ويصعب‭ ‬الوصول‭ ‬إليها‭ ‬نظرا‭ ‬لالتزامات‭ ‬اخرى‭ ‬للساكنة،‭ ‬أو‭ ‬رغبة‭ ‬في‭ ‬تفادي‭ ‬خروج‭ ‬الروائح‭ ‬منها‭. ‬وأغلب‭ ‬الفلاحين‭ ‬يفضلون‭ ‬تركها‭ ‬حتى‭ ‬تتحلل‭ ‬كليا‭ ‬بما‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬الممكن‭ ‬إنقاذها‭.‬
حتى‭ ‬التي‭ ‬مازالت‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة‭ ‬لم‭ ‬تلق‭ ‬العناية‭ ‬اللازمة،‭ ‬نظرا‭ ‬لانشغال‭ ‬الساكنة‭ ‬بالإنسان‭ ‬أولا‭. ‬فكما‭ ‬تعلم‭ ‬الاعتناء‭ ‬بالحيوان‭ ‬يتطلب‭ ‬لوحده‭ ‬جهدا،‭ ‬فيجب‭ ‬الخروج‭ ‬للرعي‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬جلب‭ ‬العلف،‭ ‬وهما‭ ‬أمران‭ ‬صعبان‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الظروف‭ ‬الحالية‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬مباشرة‭ ‬بعد‭ ‬الزلزال‭. ‬بعض‭ ‬الحقول‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬الجبال‭ ‬والتي‭ ‬هي‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬"مدرجات"‭ ‬تهدمت‭ ‬بالكامل‭ ‬واستوت‭ ‬مع‭ ‬الأرض‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬انعدام‭ ‬المصدر‭ ‬الأول‭ ‬للكلأ‭ ‬«أكل‭ ‬الماشية»،‭ ‬انعكاسات‭ ‬ضياع‭ ‬الماشية‭ ‬ستبدأ‭ ‬بالظهور‭ ‬بعد‭ ‬حين،‭ ‬أولا‭ ‬الرأسمال‭ ‬تبخر،‭ ‬ثانيا‭ ‬المنتوجات‭ ‬الحيوانية‭ ‬أصبحت‭ ‬منعدمة‭ ‬(الحليب،‭ ‬الزبادي،‭ ‬اللحوم‭...‬،)‭ ‬ربما‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭ ‬يمكن‭ ‬الاستغناء‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬المواد،‭ ‬ولكن‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬سيصعب‭ ‬التعايش‭ ‬في‭ ‬البادية‭ ‬بدون‭ ‬هذه‭ ‬الحيوانات‭ ‬أو‭ ‬هذه‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬والتي‭ ‬هي‭ ‬أيضا‭ ‬ذات‭ ‬نفع‭ ‬مادي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬بيع‭ ‬منتجاتها‭.‬
هناك‭ ‬مشكل‭ ‬من‭ ‬نوع‭ ‬آخر‭ ‬وهم‭ ‬تجار‭ ‬المآسي‭ ‬والأزمات‭ ‬الذين‭ ‬يستغلون‭ ‬انشغال‭ ‬الفلاح‭ ‬عن‭ ‬ماشيته‭ ‬ويعرضون‭ ‬عليه‭ ‬بيعها‭ ‬بأثمان‭ ‬بخسة‭.‬هناك‭ ‬من‭ ‬اشترى‭ ‬عجلا‭ ‬ب‭ ‬3000‭ ‬درهم‭ ‬وهو‭ ‬نصف‭ ‬ثمنه‭ ‬الأصلي‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬اشترى‭ ‬خروفا‭ ‬بأقل‭ ‬من‭ ‬ثمنه‭ ‬بنسبة‭ ‬40‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬أو‭ ‬50‭ ‬في‭ ‬المائة،‭ ‬مستغلين‭ ‬بذلك‭ ‬حاجة‭ ‬الفلاح‭ ‬الى‭ ‬المال‭ ‬أولا‭ ‬والى‭ ‬التخلص‭ ‬منها‭ ‬ونقص‭ ‬العبء‭ ‬ثانيا‭. ‬في‭ ‬نظري‭ ‬المتواضع‭ ‬وبعد‭ ‬إحصاء‭ ‬المتضررين،‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الدولة:‭  ‬
1‭ ‬-‭ ‬قطع‭ ‬الطريق‭ ‬أمام‭ ‬تجار‭ ‬الأزمات‭.‬
2‭ ‬- شراء‭ ‬الماشية‭ ‬من‭ ‬الفلاح‭ ‬المضطر،‭ ‬بثمنها‭ ‬الأصلي‭.‬
3‭ ‬- توفير‭ ‬العلف،‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مجانا‭ ‬يكن‭ ‬بثمن‭ ‬رمزي‭ ‬وايصاله‭ ‬للفلاح‭. ‬
4‭ ‬- مساعدتهم‭ ‬على‭ ‬ترميم‭ ‬الحظائر‭ ‬ولو‭ ‬بمواد‭ ‬بدائية‭.‬
بالنسبة‭ ‬لوزارة‭ ‬الفلاحة‭ ‬اعتقد‭ ‬انها‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬يتقصى‭ ‬حال‭ ‬الماشية‭. ‬ربما‭ ‬الوزارات‭ ‬الاخرى‭ ‬قامت‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬بإحصاء‭ ‬أضرارها‭ ‬من‭ ‬طرق‭ ‬ومدارس‭ ‬ومؤسسات‭ ‬عمومية‭... ‬ولكن‭ ‬هذه‭ ‬الوزارة‭ ‬في‭ ‬سبات‭ ‬عميق‭. ‬والإحصاء‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬تسجيله‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬قامت‭ ‬به‭ ‬الجمعية‭ ‬الوطنية‭ ‬لمربي‭ ‬الأغنام‭ ‬والماعز،‭ ‬حيث‭ ‬أحصت‭ ‬الخسائر‭ ‬التي‭ ‬تكبدها‭ ‬منخرطوها،‭ ‬وهذه‭ ‬دعوة‭ ‬لأصحاب‭ ‬الاختصاص‭ ‬بالتدخل‭ ‬العاجل‭ ‬لإنقاذ‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬إنقاذه‭ ‬وتقديم‭ ‬الدعم‭ ‬للكساب‭ ‬خاصة‭ ‬وللفلاح‭ ‬بصفة‭ ‬عامة‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬الاستثنائية‭.‬