vendredi 23 mai 2025
كتاب الرأي

محمد اراوي: مونديال 2030.. المغرب جنى الحصاد بعد سنوات من الزرع

محمد اراوي: مونديال 2030.. المغرب جنى الحصاد بعد سنوات من الزرع محمد اراوي
اعتقد أن فوز المغرب بتنظيم للمونديال رفقة اسبانيا والبرتغال هو تتويج لمجهودات الدولة المغربية بقيادة  الملك محمد السادس، الذي لعب دورا كبيرا في نيل شرف تنظيم المونديال، بعدما راهن كي تكون الرياضة وسيلة لتأهيل البلاد على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، فالمغرب استفاد من  ثغرات الملفات السابقة ودرس الملف جيدا، واستعان بخبراء  لوضع استراتيجية الترشيح والتنظيم، مما ساعده على نيل الحصاد بعد سنوات من الزرع ليدخل التاريخ  من أوسع الأبواب، بعدما ظفر بتنظيم حدثين كرويين في ظرف زمن قياسي لا يتجاوز عشرة أيام، وان دل على شيء، فانما يدل على أن المغرب يجني ثمار حضوره القوي في الاتحاد الدولي للفيفا وشراكاته المتعددة والمتنوعة مع الاتحادات القارية لكرة القدم، والإشعاع الذي حققته مشاركة المنتخب المغربي الناجحة في المونديال الأخير،  مع العلم أن حلم احتضان كأس العالم لدى المغرب ولد سنة 1994 مع المرحوم الحسن التاني، وهي المرة الأولى التي تقدم فيها المغرب  بترشحه لتنظيم المونديال، ونافس حينها البرازيل والولايات المتحدة، وحصل المغرب على 7 أصوات للمغرب، وصوتين للبرازيل و19صوت لامريكا ونافس فرنسا على تنظيم مونديال 98 والمانيا على تنظيم مونديال 2006 وجنوب افريقيا على مونديال 2010 وامريكا والمكسيك وكندا على نسخة 2026 فالمغرب تحلى بالنفس الطويل ولم يتأثر باجهاض حلمه في تنظيم المونديال لأربع مرات بطرق ديمقراطية وغير ديمقراطية، ولم ينخرط في البكاء على الاطلال، وعمل على تطوير مستوى البنيات التحتية الداخلية، وواصل  بناء الملاعب بجودة عالية، ووضع إستراتيجية وواضحة المعالم، من خلال الرفع من عدد السياح وتحسين البنية التحتية، حيث انشأ قطارا فائق السرعة تيجفي، وشبكة من الطرق السريعة التي تمتد إلى معظم مناطق البلاد.

كما أن استقباله  ل11 مليون سائح في 2022،جعلته يكون عضوا فاعلا ومؤثرا في الترشيح الثلاثي ،كما أن قرب المغرب الجغرافي  من اسبانيا والبرتغال،حيث لا تتجاوز المسافة  14 كيلومترا بين المغرب وأوروبا  هذا ما سيساهم في  إنجاح الحدث الكروي عن طريق استقطاب حوالي مليون متفرج من أوروبا التي تعد أكبر تجمع كروي وأكبر سوق لكرة القدم في العالم.

أما فيما  يخص بلاغ الديوان الملكي فقد جاء لرغبة  الملك الى زف البشرى لشعبه حول طموح تحقق بفضل إرادة ملك وشعب ليواصل المغرب معركته من أجل ربح معركة التنمية المستدامة خصوصا ان تنظيم المغرب للمونديال سبجني من وراءه عدة مكتسبات حيت سيكون له تأثير إيجابي على قطاع السياحة المغربية على المدى القصير والمتوسط.
 
من خلال التدفق الكبير للسياح لحضور مباريات هذه التظاهرة العالمية، ويتوقع المهتمون أن يجني المغرب من خلال  تنظيمه للمونديال 120 مليار درهم من عائدات السياحة، فضلا عن تحسن عرض الفنادق المغربية. بحيث سترتفع السعة الإجمالية للأسرة إلى  100 ألف سرير إضافية لتلبية الطلب في المدن المضيفة للمنافسة. 

ومن المنتظر أن يستفيد  قطاع البناء لعدة  سنوات من خلال مشاريع واسعة النطاق (البنية التحتية، الملاعب). وسيحتكر 40٪ من إجمالي تكلفة الاستثمار المقدرة بما لا يقل عن 50 مليار درهم.

فكمية الأسمنت اللازمة لبناء ملعب بسعة متوسطة 40 ألف مقعد هي 40 ألف طن، في حين أن الكمية اللازمة ل100 كيلومتر من الطريق السريع هي 30 ألف طن.

كما ستستفيد قطاعات أخرى من تنظيم المونديال بالمغرب مثل البنوك وقطاع الاتصالات. حيث سيكون المستفيد الأول من الزيادة في التمويل المصرفي المعلق المخصص لمشاريع البنيات التحتية، بينما الشركات الفاعلة في اقطاع الإتصالات ستستفيد هي الاخرى فبعد الفوز بتنظيم المغرب للمونديال علينا جميعا ان ننهض للعمل لنربح الرهان ونساهم جميعا في انجاح العرس العالمي لنساهم في تحقيق التنمية المستدامة لبلادنا المحتاجة في اي وقت مضى إلى تضافر جهود كفاءاتها حتى نقدم منتوج متميز للعالم ونؤكد ان المستحيل ليس مغربيا.
 
محمد اراوي/ صحفي رياضي