إعلان تنظيم المغرب لنهائيات كأس العالم ببلاغ للديوان الملكي شرف تنظيم المغرب لنهائيات كأس العالم بشكل مشترك مع كل من اسبانيا والبرتغال، بمقتضى بلاغ صادر عن الديوان الملكي، وطرح الإعلام الجزائري العديد من الأسئلة والإستفهامات التي تنطوي على اتهامات مجانية ليس لها أي سند سواء في الواقع اوالقانون، وللتذكير فقط لأن التاريخ يذكر ويتذكر، فمنذ 1986 حين نظمت نهائيات كأس العالم بالمكسيك ،وبعد الأداء الجيد والجميل لأشبال فاريا، أمر الراحل الحسن الثانى وزيره في الشبيبة والرياضة آنذاك، من أجل إيداع طلب المغرب وايداع ملف متكامل لتنظيم نهائيات كأس العالم، ولكي لتبقى هذه التظاهرة حكرا على القارات الأخرى في اسبعاد تام للقارة الأفريقية، واستكمالا لذات المسار بادر الملك محمد السادس باتخاذ قرار جريء يقضي بالعودة إلى حضيرة الإتحاد الإفريقي لأن العودة إلى الأصل أصل، وهذا ما مكن المغرب من الترافع عن القضية الوطنية بشكل مباشر دون وساطة من أصدقائه، ومكنت الدبلوماسية الملكية الناعمة من تحقيق العديد من المكاسب لمصلحة الوطن وذلك من خلال اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء، وفتح العديد من القنصليات بكل من مدينتي العيون والداخلة كاقرار صريح وعلني بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية..
وتعني الدبلوماسية الناعمة سياسة التوازن وعدم خلق خصوم جدد دون التدخل في الشؤون الداخلية لدول الجوار، وتختزل المعادلة بصفة عامة على الشكل التالي.
الدبلوماسية الناعمة تتمثل في عدد الخصوم الذين ساكسبهم وليس في عدد الأعداء الذين سافقدهم .
الدبلوماسية الناعمة تتمثل في عدد الخصوم الذين ساكسبهم وليس في عدد الأعداء الذين سافقدهم .
بالرجوع إلى ذات السياق فإن اعلان تنظيم نهائيات كأس العالم 2030 بالمغرب ببلاغ للديوان الملكي يمليه مبدأ توازي الشكليات، لأن قرار إيداع ملف قوي متكامل كان بأمر ملكي، من منطلق أن القرار سيادي، وأن الملك هو الممثل الأسمى للأمة ورمز سيادتها بصفته رئيسا للدولة والضامن لوحدتها في إطار حدودها الحقة، ولما كان الإعلان عن الحدث من أعلى سلطة في البلاد، فإن الأمر ينسجم مع قوة المستند وعلو المصدر ووضوح المظهر حسب العمل الفقهي الدستوري.
ولاشك ان البعوض الإلكتروني للبوليساريو مدعوما بالجزائر سيبقى دوما يبخس كل الإنجازات والإنتصارات التي حققها المغرب وتضخيم وتهويل كل حادث عارض ومعزول بمحاولة النفخ فيه وشحنه ليتحول كذبا وبهتانا لقضية رأي عام.
وللإستدلال على ذلك، سبق لبعض ابواق الإعلام الجزائري الرسمية التي تنشر وتذيع وتكتب تحت الطلب بأمر من الجنرالات، إثارة مسألة هامشية وهي تقبيل يد الملك وجعلت منها قضية اشكالية للاثارة والهاء الشعب الجزائري عن قضاياه المصيرية كالحق في التنمية والعيش الكريم!!.
في حين ان هناك قضايا كبرى جديرة بالإهتمام منها.. أن الجارة الجزائر دولة عائمة فوق حقول البترول والغاز الطبيعي، إلا أن المواطن الجزائري يصطف في طوابير طويلة لاقتناء لتر من الحليب!!.
أما تقبيل اليد فهذا يندرج ضمن تقاليد الشعب المغربي الأصيل، وأي مواطن يقبل راس أو يد أبيه وأمه أو أستاذه أو أي شيخ طاعن في السن كتعبيرعن التقدير والإحترام!! والمؤسسة الملكية تتبوا هذا المقام بشرعيتها التاريخية والدستورية، وهي مسألة طوعية ،ولم يثبت ان مسؤولا تعرض لغضبة ملكية لأنه لم يلتزم بهذا الطقس الإجتماعي النبيل، بل العكس من ذلك أن بعض المسؤولين حين يحضون بمقابلة الملك يدفعون اجسأدهم زيادة عن اللزوم،ويقوم الملك بسحب يده بسرعة تواضعا واحتراما للآخر.
وبالبناء على ذلك فإن الذين يثيرون هذه الجزيئات البسيطة والهامشية لربما يقبلون شيء آخر لايذكر. وتبقى مذابح العشرية السوداء بالجزائر خير شاهد على العصر، والعقيدة العسكرية للنظام الجزائري هي ( إما أن أحكمكم أواذبحكم) .
وقد اثبت التاريخ أن الأنظمة العسكرية لا تنتج إلا الخراب والدمار، فحين قرر الرئيس الراحل بوضياف دفن أضحوكة البوليساريو التي تعتبر مجرد إشاعة تم اغتياله على الفور، ومازالت التحقيقات جارية إلى الآن إلا أنها غير منتجة ولن تكون كذلك.
ومن باب الإستخلاصات فحينما قررالملك محمد السادس متابعة ملف ترشيح المغرب لاحتضان كأس العالم ومتابعته شخصيا والإشراف على جميع مراحل إعداده، كان الهدف من ذلك كما أكد في العديد من الخطب والرسائل الموجهة إلى افريقيا ما مضمونه:
يجب على افريقيا ان تتخلص من عقدها .
لايجب على افريقيا ان تستسلم لقدرها، ما تتوفر عليه القارة الأفريقية من خيرات وثروات يجعل منها مستقبل العالم.
وعموما فإنه عبر التاريخ، ظل المغاربة مرتبطين بالمؤسسة الملكية بل الأكثر من ذلك، مرتبطين بشخص الملك، فحينما يقع أي مواطن في محنة معينة، أو أراد رفع تظلم معين فإنه في غالب الأحيان يتجاوز الوزير او الوالي أو العامل ويتجه بشكواه مباشرة إلى الديوان الملكي مخاطبا إمارة المؤمنين التي تحضى بالتوقير والإحترام ،لأنها رمز الوحدة والأمن والإستقرار،الذي أصبح مطلبا بعيد المنال في بعض الأقطار المجاورة..