الجيش الذي يعتبر نفسه لا يقهر لم يستسغ الإهانة التي تعرض لها من طرف حركة مقاومة تتوفر على إمكانيات بدائية. فقرر الإنتقام من كل شعب فلسطين ابتداء من غزة، لأن الدور سيأتي على الضفة الغربية.
و لأن الصهيوني جبان بطبعه فإنه ركز هجماته على المدنيين و لم يسلم من بطشه مسجد ولا مستشفى ولا فرق إنقاذ. هدير انتقامي كاسح بدعم لا مشروط من طرف الغرب برمته الذي هب لنجدته رغم أنه المعتدي الغاشم.
ولأنهم يعرفون جُبن الصهاينة، هبوا كلهم لجانبهم؛ رئيس أمريكا و وزير الخارجية وزير الدفاع وقائد الأركان و جنرالات الجيوش و ألفي مقاتل ، و حاملتي طائرات عملاقة بطائراتها و جسر جوي ينقل ذخائر و صواريخ … كما يحط الرحال بتل أبيب رؤساء بريطانيا و فرنسا و ألمانيا حاملين معهم مليارات الدولارات من الدعم و كل أنواع الأسلحة الفتاكة البرية و الجوية و البحرية.
لحظة من فضلكم، لا يتعلق الأمر هنا بالدفاع عن أوكرانيا ضد روسيا النووية العملاقة. تذكروا أنهم أمام الدب روسي مجرد نعامات تمنح الدعم من تحت الطاولة ولا تجرؤ بالجهر به.
لحظة من فضلكم، كل هذا الحشود الضخمة من أجل محاربة حركة مقاومة و من أجل إبادة شعب أعزل. إنهم يعلنون حرباً عالمية على غزة و يستعملون فيها أقذر الأسلحة بما في ذلك الإعلام الكاذب و الخطاب المنافق. يمنحون إسرائيل باليمنى أسلحة فتاكة و يمدوا العرب بيسراهم خطابات التباكي على المدنيين.
هي فعلاً حرباً عالمية جهوية، تُظهر لمن لم يفهم بعد أن إسرائيل قوة من ورق، يسهل اختراقها و ضربها في الصميم، في حين لا تستطيع الدفاع عن نفسها لوحدها دون الإحتماء بأذناب الإمبريالية الجديدة.
و في الأخير، ما نعيشه اليوم جسده عادل إمام قبل أربعين سنة في مسرحية شاهد ماشفش حاجة عندما قال : "كلكم عليَّ ياولاد الكلب".
غربُ منافق حقير، فهلا استفقنا من سباتنا و جمعنا شملنا قبل أن تصيبنا شظايا هذه الحرب الصليبية.