في غزة نساء جميلات تحمر وجنتهن عند الحديت مع الرجال لكنهن في وقت الشدة أمهات رجال ، تلك المرأة تنتظر سنوات طوال كي تنجب طفل يصبح رجلاً وتأخده بيدها لتوصله إلى الحدود المحتلة وتوصيه ألا يعود إلا محمول على الأكتاف وحين يعود لها شهيدا تزفه إلى قبره مهللة ومزغردة وتنشد عليه أنشودة "زفو الشهد وخلو الزفة على السنة، زفو الشهيد لبيته التاني في الجنة" ثم تعود من قبره إلى بيتها لتعد إبنها الآخر ليكمل مشوار أخيه على مبدأ إما النصر أو الشهادة وهده أول العجائب.
في غزة يوجد رجال في ريعان الشباب يعشقون ويحبون ويتغزلون ليست بالنساء بل بالبندقية مراهقتهم على عشق تراب مدينتهم وحبهم لإرتداء البزة العسكرية فيحملون سلاحهم في يد وأرواحهم في اليد الأخرة وبدراجاتهم النارية يقتحمون دولة مدججة بالسلاح ليقتلون ويقتلون وترتقي أرواحهم وتموت أجسادهم وهم فرحون برغم أنهم لا يتجاوزون من العمر الخامسة والعشرون فلا تستغربون هم لدينهم ولأقصاهم ولكرامة وشرف عروبتهم ينتقمون فيموتون وهم مبتسمون.
أما ثالث العجائب أؤلئك الأطفال اللذين تنهار عليهم المنازل ولا زالوا يتشبثون بألعابهم ويبتسمون برغم غبار الموت التي تلون شعورهم ووجوههم ولكنها لن تستطيع أن تخفي قوتهم التي فاقت أعمارهم فأصبحوا يلقنون بعضهم الشهادة ويودعون أبائهم وأمهاتهم دون بكاء ويتوعدون بالثأر للشهداء فصمودهم فاق الخيال فهم ليسوا كبقية الأطفال فلا بكاء ولا خوف في قاموسهم وكأن أصوات الطائرات والقصف الصهيوني يرقصهم ولا يرعبهم فأي طفولة التي نحن أمامها.
ورابع العجائب أن مستشفيات العالم أجمع هي ملجأ الإنسان هربا من الموت إلا مستشفيات غزة فالعمليات الجراحية فيها تجرى دون مخدر وسيارة إسعافها بالمصاب تنفجر كما أن طبيبها يقتل ودواؤها يندثر وممراتها أسرة لمصابيها وتعالج الجرحى على مبدأ المفاضلة ثم تصبح مقبرة لكل زائريها وبرغم ذلك لا زالت مقرا للعلاج صامدا في وجه أعتى الأمراض التي عرفها العالم البشري وهو السرطان الصهيوني الذي إنتشر في كل الجسد العربي ولكن الجسم الفلسطيني لازال يقاومه في غزة يوما وفق المعاير المنطقية مكون من 24ساعة للحياة ولكنه في الواقع مكون من ثلاثة ساعات فقط من الكهرباء وتأتي متقطعة ثم ثلاثة ساعات من الماء وضخها ضعيفا جدا وخدمة الإنترنت تكون كغريق تعلق بقشة في وسط بحر هائج الأمواج ، وبرغم قلة الكهرباء لديهم تواصل مع العالم الخارجي لحظة بلحظة وهواتفهم مشحونة على الدوام وبطاريات صواريخهم أشعلت نار أكتوبر وجعلت صواريخهم تضئ سماء إسرائيل وبرغم ندرة مياههم فلازالت أرضهم خصبة تنبت أطفالا على شاكلة الرجال بل أكثر رجولة من عروبة إمتلئت بأشباه الرجال وعلاوة على شبه الإنعدام لشبكة الإنترنت فكان الفيس بوك أحد أبرز محاربيهم فيقوم بحذف كل كلمة ينشرونها وتعزز صمودهم وإمتلئ الواتساب الخاص بهم بنشر حالات لا تعبر إلا عن عظمة صمودهم الإ حالة واحدة وهي حالة الصمت العربي المهين،وهذه العجيبة الخامسة لتلك المدينة.
وسادس العجائب لمدينة غزة قد تكون معجزة فهي ذات مساحة تبلغ 365كم مربع يقطنها 2.2مليون نسمة منهم 71.5 بالمائة يعيشون تحت خط الفقر و نسبة الأمية فيها لا تتجاوز 1.8بالمائة بها ثلاث جامعات صنفت عالميا بها حكومة تم مقاطعتها من كل العالم وصنفت من قبل القوى العظمى بأنها إرهابية تم حصارها لمدة أزيد عن 15 عاما ولا زال حصارها مستمرا شهدت خمس حروب أقل ضحاياها تجاوز الألف شهيد في كل منها وفي كل حرب يتم ضرب كل مبانيها السكنية ومؤسساتها وإداراتها ومنفذها الوحيد من وإلي العالم معبر وبوابة واحدة يتم فتحها كلما وجد الأعور عينه(مثل شعبي فلسطيني) وبرغم كل ذلك لا زالت تلك المدينة موجودة عبر خريطة فلسطين المحتلة كشوكة في حلق المحتل الذي لن يخلو نومه من الحلم بزوالها.
وسابع عجائبها هو السابع من أكتوبر 2023 السبت الأبيض على كل مظلوم والأسود على ذلك ظالم الذي يحميه ذلك العالم ويحفه بكل العتاد ليضرب شعبا مسلما ومسالم ولكن العجيب الغريب أن ثمة لعبة في ذلك اليوم أشبه بلعبة (البابجي الشهيرة) ولكنها حقيقية شباب بعمر الزهور ترعرعوا في تلك المدينة التي لا تمتلك أيا من ظروف الحياة إلا أنهم كبرو وكبروو وركبو دراجات نارية ومظلات هوائية وطائرات ورقية وبأسلحة بدائية هاجمو الدولة ذات القبة الحديدية وأخترقو منظومتها الأمنية فسيطرو على مستوطناتها ألا شرعية ومواقعها العسكرية وأسقطت نظرياتها الصهيونية وزلزلت كيانها فهرولت لحمايتها أمها الأمريكية لتزيد دعمها بترسانة أشبه بالنووية وكل ذلك كان من تلك المدينة الغزاوية.
إنها سبع عجائب لمدينة أنزلت بإسرائيل المصائب ولا عروبة تنتفض ولا جيوشها تحارب ولا قول لنا سوى (الله غالب) ولك الله يا مدينة العجائب.