jeudi 22 mai 2025
كتاب الرأي

عبد الإله حسنين: غزة الأرض.. فلسطين الأطفال

عبد الإله حسنين: غزة الأرض.. فلسطين الأطفال عبد الإله حسنين

كلما دقت ساعة المقاومة الفلسطينية سقطت الضحايا من الأطفال والنساء الحوامل والمسنين دون حساب ودون شهود ولا إعلام ولا قنوات إخبارية ولا أمم متحدة منظمة أو غير منظمة، بل كل الأمم منتظمة إلى جانب الأقوى، سواء من جهة الدول العربية أو باقي دول العالم، ليس هناك أي تحرك إلا في اتجاه واحد ووحيد إما مساندة الصهيونية ومحيطها أو مقاومة الشعب الفلسطيني تحت يافطة حماس والإرهاب ونعتهم بكل النعوتات من الإرهابيين إلى الحيوانات الذين وجب إبادتهم حسب القانون الصهيوني المستند خطأ أو عن قصد على الديانة اليهودية.

يتساقط الأطفال، أطفالنا في فلسطين وغزة كما تتساقط أوراق الخريف في أنحاء العالم، ولا أحد من العالم يعير اهتماما لهم سواء كأطفال أو كمواطنين، والعرب لا زالوا يتصورون أن فلسطين مجرد مأساة إنسانية وأنها ستعود إلى الفلسطينيين بعد المفاوضات مع الصهيونية، لقد قال ياسر عرفات في رأس السنة الميلادية 1973 "قضيتنا الآن ثورة، وفلسطين بنادق مقاتلة" وكأنه يقول أن قضية فلسطين لن تحل إلا بالسلاح والصمود والمقاومة، ولن تحل بالمفاوضات وأنصاف الحلول لأنها قضية شعب ووطن وقضية تحرير.

وعندما يتساقط الأطفال والنساء والمسنون كأوراق الخريف في غزة فلسطين ظلما واعتداءا وجرما تحت حماية القانون الدولي وهيئة الأمم الغير منتظمة والغير عادلة، وتظل صحاري الاستسلام العربي صامتة ومنبطحة حولنا ويضل "المناضلون العرب" على امتداد الخريطة من الخليج إلى المحيط ساجدون راكعون حول مواقع التواصل الاجتماعي كأنها الرب الأعلى، ومناضلون عبر صفحات الفايس وغيرها، معتقدون أنهم يدافعون عن القضية الفلسطينية ومساندون لها، وما هم إلا مدعمون لمن خلق المواقع والصفحات من الولايات المتحدة إلى الولايات المتحدة يراكمون الثروات من خلال استعمالك للمواقع.

ناضلوا وناضلوا وزيدوا في نضالكم مثنى وثلاثي وصفحات وجماعات لاسيما على مواقع التواصل الاجتماعي التي تعرفتم عليها مؤخرا، تكلموا عن القضية الفلسطينية وضحاياها الذين بلغوا الستة آلاف قتيل بالكلام والجمل الغير مفيدة، فلا محالة ستسجلون كباقي العرب الأكثر إلماما بعلم الكلام والذين اتفقوا على أن لا يتفقوا في سجلات التاريخ المبني على الترهات والأكاذيب وقلة الحياء. إن موقف الجماهير العربية هو موقف المقاومة الفلسطينية الحرة لأنها تعتمد على دعم الجماهير العربية التي تفكر وتشعر بالنضال صفا واحدا مع المقاومة وليس موقف المتخاذلين وكتاب المناسبات وتجار الأزمات والمواقع الافتراضية.

نترحم على أطفالنا بغزة الفلسطينية ونترحم عليهم بكل الأوطان العربية والإسلامية التي لم تحرك ساكنا ولم تعمل على تغيير المنكر ولو بالكلمة الصادقة والحقة والتي اكتفت بالتعابير الرنانة على المواقع الكاذبة، نترحم على أبناء فلسطين المحتلة من قبل الصهيونية وعلى أبناء العرب المحتلون من قبل حكامهم ومن قبل الطغاة والخونة الذين يبيعون القضية الفلسطينية ويبكون عليها.