jeudi 22 mai 2025
كتاب الرأي

ادريس المغلشي: من ورط وزير التعليم؟ 

ادريس المغلشي: من ورط وزير التعليم؟  ادريس المغلشي
عرفت الساحة التعليمية احتقانا واحتجاجا غير مسبوق أصاب المدارس العمومية بشلل تام كرد فعل على نتائج حوار لم تكن منصفة وعاكست طموحات وانتظارات نساء ورجال التعليم بل اعادت النقاش حول سؤال يتكرر عند كل ازمة. هل فعلا الوزارة جادة في إصلاح المنظومة ؟ لكن قبل الغوص في حيثيات واسباب ودواعي هذه الانتفاضة .حري بنا أن نشرح بعض الأمور  التي اعتملت في الساحة والتي  أدت بالوزارة إلى الباب المسدود. وقد وصلنا لخلاصة مفادها أن  المولود خرج من رحم الأزمة معاقا ولم يحظ باجماع من طرف غالبية القطاع ويكفي القاء نظرة على الساحة وماتشهده من التوثر للوقوف على حقيقة هذا الأمر .
بداية لانشك في أن وزير التربية الوطنية له  رغبة أكيدة  في حل الإشكالات لكن النوايا لاتكفي في قطاع يعرف ارتباكا وعدم استقرار بل وهناك سببين على الأقل تعيق تحقيق الهدف أولا لقد ظهر جليا أن القطاع اكبر من قدرات الوزير من خلال عدم تمكنه من الوقوف على خصوصياته التي ينفرد بها عن باقي القطاعات الأخرى . ثانيا افتقاده لآليات التواصل وعدم جعل خطابه بسيطا وفاعلا وتبين ان فشله لايخفى على احد.لقد استنتجت من خلال طريقته  المتعبة في الشرح انها تستدعي كثير من الأدوات والآليات لفهم مايقصده ،حيث يقدم مفردات مبهمة ليشرح بها اخرى اكثر غموضا . وهو أمر ينسحب على كثير من مكونات الحكومةكما أنه لايخرج عن فريق حكومي فرنكفوني لايجيد لغة الدستور العربية للتواصل وبالتالي اثرت على المضامين التي يريد ابلاغها للناس . إن عدم امتلاكه للقدرة على التعبير بشكل سلس وغياب لمسة ابداع في إيصال الفكرة الأساسية جعلت من مداخلاته فرصة للتفكه والسخرية السوداء .السؤال ألا يمكن اعتبار فشل الوزير هو بالضرورة اعلان إفلاس مشروع حكومي برمته مادمنا نلاحظ ان مكوانتها لم تحقق انطباعا جيدا لدى الشعب بل خطأبعضها ينسحب على الكل بعدما اصاب الجميع  التذمر من فاعلية وحضورهذه الكائنات التي انتجت نفورا وكونها لاتمثل المجتمع ولاتسمع الى نبضه ممااصابنا بالاحباط  والسخط على حد سواء .
وزيرالتربية الوطنية تم توريطه كذلك في شرح مقتضيات مرسوم غير مشارك في صياغته ولا ضابط لميكانيزماته ومخرجاته مما جعله يقدم صورة لمسؤول غير مستوعب ولامتمكن من المفاهيم فأساء إلى هذا المنتج رغم المجهودات المبذولة .النظام الأساسي المقدم الآن لا يعكس حقيقة رهان الإصلاح ولايترجم شعار النهوض بالتعليم ومنافي لمبدأ التحفيز . وكلها مقتضيات يفندها مضمونه .الوزير  يتبنى عمل به من الألغاز والألغام ما لايقدر على فك شفراتها ولا تحاشي الوقوع فيها وقد ظهر جليا من خلال الاسئلة الموجهة بدقة من طرف المتتبعين والمهتمين لتجعله شاردا وخارج إطار النقاش.يبدو ان بعض النافذين في الوزارة والمعمرين بها (مسامر الميدة ) الذين بقوا فيها لمدة طويلة في دواليب وزارة لاتخرج من ازمة إلا للدخول في أخرى ويعتبرون شهود مرحلة عرف فيها التعليم انتكاسةوقد  ساهموافي الصياغة المشتركة فتواروا واختفوالحظة الإحراج من أجل احتكار المعلومة وجعل المسؤول الأول يقع في ورطة و يخرج بتصريحات كاريكاتورية في قطاع تعمل  به نخبة المجتمع ولا يمكن ان تمرر فيه مغالطات بل يستطيعون تدقيق المصطلحات ومعانيها ومراميها وإثرها. وهو أمر لا أظن الوزير يعلمه جيدا ولا هو مؤهل ليتقنه.  .