vendredi 6 juin 2025
كتاب الرأي

محمد جرو: من أجل المترشح المناسب.. للمنصب المناسب

محمد جرو: من أجل المترشح المناسب.. للمنصب المناسب محمد جرو
لعله من نافلة القول التذكير باستهلاك كبير أصبحنا نصادفه في حياتنا المغربية من حقي .. من حقه ومن حقهم الخ كلمة صرفت بكل الأفعال والأوزان، لكن للأسف بقاعدة ..يراد بها باطل ..
مناسبة هذه التوطئة هو سؤال استفزني في ظل ما نعيشه اليوم بمناسبة فتح كل المناصب بمختلف القطاعات أمام مترشحين مفترضين!!؟ ..
فكيف مثلا مع احترامي وتقديري الشديدين لكل فئات المجتمع الذي أنتمي له يترشح معلم سابق أو مدير مؤسسة لمنصب يقتضي ٱمتلاك آليات ومعارف لاختصاص مثل الرياضة؟
رب قائل وفي انسجام مع مقدمة هذه الورقة، من حق أي كان تقديم الترشيح مادامت تتوفر فيه "معايير"الترشيح ..
إي نعم متفق تماما ولاتبخسوا الناس أشياءهم ..بيد أني شخصيا بالرغم من ما يسمى المعايير الشكلية، لا أسمح لنفسي بتقديم ترشيحي لأي منصب لا أفقه في عمقه .بل وقد لا أملك رؤية في شأنه  وهذا هو الجوهر ،رؤية استشرافية لتدبير ذلك المنصب ..
إن ما نعانيه اليوم ولأن الواقع تجاوز الفكر  من منظوري الشخصي المتواضع هو ما نلمسه أيضا بجانب آخر في ذات المجتمع من رفض وضرورة إعمال العقل والمنطق، ولسان حال هؤلاء هو.. كل من هب ودب.. يتقدم للترشيح..!!
قد يكون للإنتخابات ربما هو المدخل لتبرير من له الحق  في ذلك ... ونحن مع كل المبادىء المرتبطة بتلك الكلمة من قبيل تكافؤ الفرص، المساواة، تجديد النخب... الخ لكن أن يقحم شخص عمله يجب أن يستمر والاجتهاد واجب في تربية النشء وتهذيبه وليس الاختباء وراء الترشيح لمنصب.. إن المعلم وفوق رؤوسنا رحم الله من علمنا منهم حرفا حيا أو راحلا وصرنا لهم فعلا عبيدا، لذلك حتى لا يفقد هذا الرمز تلك الهوية والهبة والمكانة، أفضله في هيأة التدريس والمدير في إدارته.
يزكي قيم وأخلاق بدأت للاسف تضمحل لصالح أجيال جديدة من المنتسبين لمجال التربية والتعليم.. وأجدد تقديري واحترامي لهم، وهذا اختيار وواقع انسحبت معه سلوكيات ومواقف افتقدناها في المعلم والمدير.. وقد ينسحب هذا على تخصصات واختصاصات أخرى. سياحية سياسية ثقافية... فالنجارة حرفة ومهنة.. والمدير صفة والمعلم مهنة وهكذا، يجب أن تكون الاشياء وفق تقسيمات مطلوبة داخل مجتمع متعدد ومختلف لكنه موحد.. ونحن بقطاع الرياضة سابقا كانت وما زالت لنا رؤية حول القطاع، للعمل على اصلاحه وتدبيره حتى يلعب دوره الكامل داخل المجتمع كما هو مفروض  وكما كان  ولعل الرسالة الملكية الأخيرة للاتحاد الإفريقي إلى جانب رسائل وخطب من ابرزها مناظرة الصخيرات سنة 2008، تصب في ما نذهب اليه رؤية للرياضة وفق سياقات دولية انخرط فيها بلدنا في أفق تنظيم العرس الرياضي العالمي سنة 2030، وما تعنيه أمميا على المستوى التنموي وعنوانها "رؤية2030" أو استراتيجية 2030؛ باشتراك مع اسبانيا والبرتغال وهو رهان سيضعنا في المحك الحقيقي، بهذا التنظيم المشترك للكأس العالمية في كرة القدم.. وما تقديم رؤية ملك البلاد بالأمم المتحدة مؤخرا من طرف أحد الفاعلين المدنيين. رئيس جمعية تيپو إلا تأكيد على سعي جلالة الملك محمد السادس لمواصلة المشوار التنموي والرياضة قاطرة ورافعة حقيقيتين للتنمية المستدامة، رب قائل أن نموذج هذا الفاعل المدني. ربما يكون مدفوعا ويجب أن تفتح الفرصة لنماذج أخرى قد تكون أفضل، أيا كانت المبررات فالوقت لايرحم... 
دون إعادة الإعتبار لأطر الرياضة والكفاءات المختلفة في مجال الرياضة التي يزخر بها المغرب، أخشى أن نقبض على قلوبنا، لن نفشل البثة طبعا، لسبب بسيط جدا وهو ثقتنا في أنفسنا وفي رأسمالنا الحقيقي. نساء ورجال المملكة المغربية ورصيدنا التنظيمي الذي أعتبر ألعاب البحر الابيض المتوسط سنة 1983،إحدى تمظهرات نجاحنا وتجليات أخرى، تمثلت في تمكننا من تنظيم تظاهرات عالمية أخرى، نحن آنذاك طلبة بالمعهد الملكي للرياضة الى جانب فوج عويطة. ومصطفى البياز ومباركة احتيتو وحسن أوجهو، في القفز بالزانة، ومحمد أغلال وحسن شاهين بطل إطاحة المطرقة، أحمد السدرواي لاعب فذ في كرة اليد  وأسماء وازنة تلاها خلف لاحسن سلف وفي كل تخصصات الرياضية..
البدء إذن هو بإعادة الإعتبار لهذا الإطار الذي ساهم في تنمية المغرب ويواصل ذلك بخطى حقيقية وحثيثة رغم التهميش ومحاولة الإبعاد..


محمد جرو/ مدير اقليمي سابق لوزارة الشباب والرياضة